معرض للثورة الليبية في مصراتة

جانب من معرض بانوراما الثورة الليبية بمصراتة
undefined
محمد الأصفر-مصراتة
 
على أحد جوانب شارع طرابلس بمدينة مصراتة الليبية ينتظم معرض دائم باسم الشهيد القطري علي حسن الجابر، يؤمه أهل المدينة وزوارها والسياح الوافدون، ويجسد "بانوراما" شاملة للثورة الليبية وصمود المدينة التي حاصرها القذافي بكل كتائبه من جهاتها البرية الثلاث بالإضافة إلى البحر والجو.
 
المعرض الضخم الذي هو أقرب ما يكون إلى المتحف، يعرض مخلفات حرب ومخترعات حربية اجتهد المهندسون المصراتيون في صنعها لتساعدهم في حربهم أمام كتائب القذافي، بالإضافة إلى صور الشهداء والمفقودين من كل أنحاء ليبيا، وغنائم الثوار أثناء الحرب وهي غنائم يحمل بعضها دلالات ذات معنى، ككرسي القذافي الأخضر المحلى بالذهب واليد الضخمة التي كانت منتصبة في مقر القذافي بثكنة باب العزيزية.
 
‪المعرض تضمن مخلفات للحرب ولوحات وإبداعات فنية تعبر عن الانتصار‬ المعرض تضمن مخلفات للحرب ولوحات وإبداعات فنية تعبر عن الانتصار
‪المعرض تضمن مخلفات للحرب ولوحات وإبداعات فنية تعبر عن الانتصار‬ المعرض تضمن مخلفات للحرب ولوحات وإبداعات فنية تعبر عن الانتصار

لمسة وفاء
ومن بين المعروضات لوحات فنية ومجسمات ومخطوطات ولافتات متنوعة تعبر عن مراحل الثورة وصمود الثوار. وقد عرضت في شكل لا يجعلها شواهد تاريخية لفترة عصيبة، بل أعمالا فنية تخاطب الروح والوجدان.

ويتضمن قسم آخر من المعرض أشرطة مرئية وتسجيلات وجدت في الهواتف النقالة لدى أسرى كتائب القذافي وقتلاهم، وكذلك معروضات في شكل وثائق ومراسلات وبطاقات لمرتزقة ولضباط قاموا بانتهاكات خطيرة في حق الشعب الليبي.

ويمكن للزائر أن يتجول وسط كل تلك المعروضات ومخلفات الحرب والمدافع المحترقة والدبابات المدمرة وأنواع القذائف، وأن يلمس بوضوح كم كان ثمن الحرية الذي قدمه الشعب الليبي غاليا.

ورغم أن مدينة مصراتة قدمت شهداء كبارا في معركة الحرية، فإن القائمين على المعرض آثروا أن يسمى باسم مصور قناة الجزيرة الشهيد القطري علي حسن الجابر الذي استشهد في بنغازي أثناء عودته من أداء مهمته الصحفية في الجبهة، وذلك وفاء من أهل مصراتة له وتكريما.

صورة شاملة لمعرض مصراتة وتبدو البناية المهدمة جزءا من المشهد العام
صورة شاملة لمعرض مصراتة وتبدو البناية المهدمة جزءا من المشهد العام

مبادرة مجتمعية
وفضلا عن أهل مصراتة الذين يؤمون المعرض يوميا لاستذكار أهوال الحرب وتباشير الحرية ورؤية صور أبنائهم الشهداء، فقد زاره عدد كبير من الوزراء الأوروبيين ومن الشخصيات العالمية المعروفة التي مرت بمصراتة، كما تحول إلى مقصد مهم للمراسلين الأجانب الذين فاتتهم رؤية الحرب على طبيعتها أيام الثورة، وضيوف مدينة مصراتة من المدن الأخرى.

ويقول مدير المعرض علي بشير الشنبة إن المعرض هو واجهة مصراتة وليبيا، وفيه معروضات تعبر عن تاريخ الثورة، وهناك مساع لدعم المعرض وجعله يشمل معروضات من مدن ليبيا كلها.

ويؤكد أن فكرة هذا المعرض بدأت عائلية، حيث قام هو وأسرته بجمع مخلفات الحرب وعرضها في الهواء الطلق بشارع طرابلس، ثم تطور المعرض بمساعدة الزملاء وسكان مصراتة والناشطين والفنانين ليصير معرضا متنوعا ودائما.

وعن تمويله يضيف الشنبة أن المعرض تنظمه مجموعة من النشطاء والثوار ويلقى دعما من كل سكان مصراتة، وقد قام بتنظيمه وجمع مواده الإعلامية والوثائقية فريق من الإعلاميين الهواة والمحترفين، وساهم أهل الخير والتجار في جمع التبرع له، بالإضافة إلى العمل التطوعي من قبل فنانين وحرفيين ومهندسين في مبادرة مجتمعية شاملة.

وأشار إلى أن تنظيمه يعد وفاء للثوار والشهداء والمفقودين والجرحى والمعتقلين، "وقد تمت تسميته بمعرض علي حسن الجابر تكريما وعرفانا للشهيد الإعلامي القطري الذي قتل في جريمة نكراء أثناء عمله بتغطية حرب القذافي على شعب ليبيا".

المصدر : الجزيرة