"ألوان" نافذة للثقافة العربية في نيويورك



تراث سيد درويش
وفي هذا الإطار اكتظت صالة المركز الواقعة في منطقة مانهاتن السفلى في نيويورك، بجمهور كبير متلهف للاستماع إلى موسيقى وأغاني سيد درويش (1892-1923) بصوت المطرب المصري أحمد جمال، ومرافقة فرقة "ألوان". ونقلت الأغاني والأجواء الطربية الحضور من مانهاتن إلى القاهرة والإسكندرية وحواريهما وأزقتهما والذكريات البعيدة.
على مدى ساعتين ونصف من موسيقى سيد درويش، استعاد البعض فيها ذكرياته وحنينه إلى أوطان نائية، بينما كان البعض الآخر من الشباب الأميركي المولد يسمع هذه الموسيقى للمرة الأولى ربما. وعند انتهاء الحفل ارتسمت الكثير من الابتسامات على وجوه الحضور، وبدوا كأنهم يترددون في الخروج من القاعة كي لا تفارقهم نشوة الموسيقى ودفؤها بينما ينتظرهم البرد القارس وبرود الغربة في الخارج.
وجاء حفل موسيقى سيد درويش الذي أقيم ليلة السبت لإحياء ذكرى عيد ميلاد هذا الموسيقارالمبدع الذي خلف قرابة 1200 قطعة موسيقية عندما توفي عام 1923 وهو في بداية العقد الثالث عمره. واشتهرت الكثير من أعماله الموسيقية مثل "زُروني كل سنة مرة" و"طلعت يا محلى نورها"، كما تناولت أعمال هذا العملاق الإسكندراني الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية.
وقال المطرب أحمد جمال للجزيرة نت في هذا الصدد إنه وضع في البرنامج أغاني مثل "العربجية" و"يحرم علينا شربك يا جوزة" لأنها من التراث الأقل انتشارا من أعمال سيد درويش الذي أغنى مكتبة الموسيقى العربية بألحان وغناء رائع، وذلك "حفاظا على هذا الإرث والتذكير به".

نافذة ثقافية
من جهته قال أمير الصفار للجزيرة نت إنه "لا يوجد في نيويورك معهد مشابه يقدم بشكل أسبوعي عروضا موسيقية ودورات تدريبية في الموسيقى وقراءات أدبية لكتاب عرب إضافة إلى عروض الأفلام".
وأضاف الصفار أن المركز يحاول أن يفتح نافذة على الثقافة العربية لأهل نيويورك، وكذلك لأبناء الجاليات العربية على الثقافات الأخرى، من خلال عرض أنماط موسيقية مختلفة، مع التركيز على الموسيقى العربية.
ويتعاون المركز مع جهات أميركية في نيويورك تساعده على نشر الثقافة العربية، وفي هذا الصدد يقيم هذا العام حفلات بالتعاون مع متحف المتروبوليتان للفنون، ومن ضمنها حفل للموسيقى العربية في أبريل/نيسان القادم لفرقة "ألوان".
كما ينظم عروضاً متنوعة لأيام الثقافة العراقية التي يفترض أن تقام في الأشهر الأولى من العام القادم بالتعاون مع جناح الفنون الإسلامية والعربية في متحف المتروبوليتان.