بوكر تطوي دورتها الخامسة بفوز "دروز بلغراد"

رواية دروز بلغراد لربيع جابر
undefined

 
بإعلانها فوز الروائي اللبناني ربيع جابر بجائزتها العالمية للراوية العربية للعام 2012 عن روايته "دروز بلغراد" تطوي "البوكر العربية" دورة خامسة منذ انطلاقها في العام 2007، وتثير حولها سنويا من الضجيج والنقد أكثر ما تلفت إلى الهدف الأساسي من إنشائها وهو الدفع بالرواية العربية إلى مزيد من الانتشار ومكافأة المبدعين.
 
وعلى الرغم مما شمل الدورات السابقة من انتقاد لآلية اختيار الفائزين، وتشكيل لجان التحكيم، والاحتكام إلى التوزيع المناطقي العربي أكثر من الالتزام بالسوية الإبداعية. فإن رئيس مجلس أمناء الجائزة جوناثان تايلور رأى بعد إعلان فوز جابر أنه على مدى السنوات الخمس الماضية "كفلت الجائزة التقدير المعنوي والمكافأة المادية معًا للفن الروائي الأدبي المتميز في اللغة العربية".

ويؤكد تايلور أنه "لمبعث سرور لديّ أننا تمكنّا عن طريق الترجمة أن نتيح جمهورا قارئا على مستوى عالمي، ليس فقط للفائزين، وإنما أيضا للعديد من كتّاب القائمة القصيرة".

‪شعار الجائزة العالمية للرواية العربية‬ (الجزيرة)
‪شعار الجائزة العالمية للرواية العربية‬ (الجزيرة)

لا اعتبارات إقليمية
وكانت توقعات سابقة قد تزايدت بفوز ربيع جابر وجبور الدويهي اللبنانيين بعد دخولهما معا القائمة القصيرة، إلا أن رئيس لجنة التحكيم الناقد والمترجم السوري جورج طرابيشي نفي أن تكون لجنة التحكيم تقيم أي اعتبار للانتماء القطري، بل المعيار الوحيد هو المعيار الروائي المحض.

وغاب عن لجنة تحكيم الجائزة هذا العام الروائيون، في حين ضمت الصحافي والناقد الأدبي اللبناني مودي بيطار، والأكاديمية والناشطة المصرية في حقوق المرأة البروفيسورة هدى السيد، والكاتبة والأكاديمية القطرية الدكتورة هدى النعيمي، والأكاديمي والمترجم والباحث الإسباني والدكتور جونزالو فيرنانديز باريلا.

كما أشار طرابيشي إلى أنه لا يوجد شرط بين شروط اختيار لجنة تحكيم الجائزة يفرض أن تضم بالضرورة روائياً، موضحا أن بين أعضاء لجنة التحكيم لهذه الدورة قاصة هي الكاتبة القطرية هدى النعيمي، وجميع أعضاء اللجنة هم من النقاد ولو كانت لهم نشاطات أخرى غير النقد، نافيا أن يكون تكوين اللجنة انطوى على تغليب للسياسة على الأدب في الجائزة.

وكانت مؤسسة الإمارات في إمارة أبو ظبي بالتعاون مع مؤسسة جائزة بوكر البريطانية ومعهد وايدنفيلد للحوار الإستراتيجي أطلقت الجائزة عام 2007. ومنحت أول جوائزها في العام 2008 إلى الروائي المصري بهاء طاهر عن روايته "واحة غروب".

وفاز في العام التالي الروائي المصري يوسف زيدان عن روايته "عزازيل"، وبدورتها الثالثة الروائي السعودي عبده الخال عن روايته "ترمي بشرر". أما العام الماضي فقد منحت الجائزة مناصفة إلى الكاتب المغربي محمد الأشعري والكاتبة السعودية رجاء العالم عن "القوس والفراشة" و"طوق الحمام" على التوالي.

اختيرت "دروز بلغراد" لربيع جابر ضمن ست روايات وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية

حكاية حنا يعقوب
تتناول "دروز بلغراد"، الصادرة عن المركز الثقافي العربي، الوضع في لبنان بعد حرب 1860 الأهلية في جبل لبنان. وتحكي قصة حنا يعقوب الرجل المسيحي من بيروت بائع البيض الذي وضعه قدره في ساعة نحس على أرصفة المرفأ، حيث سيتم نفيه واقتياده مع عدد من المقاتلين الدروز بالبحر إلى قلعة بلغراد عند تخوم الإمبراطورية العثمانية، بدلا من شخص أطلق سراحه بعدما دفع والده رشوة للضابط العثماني. وتسجل الرواية معاناة حنا وبقية السجناء على امتداد 12 سنة من السجن في بلغراد وغيرها من بلاد البلقان.

واختيرت "دروز بلغراد" ضمن ست روايات وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة وهي "عناق عند جسر بروكلين" لعز الدين قشير و"العاطل" لناصر عراق من مصر، و"شريد المنازل" لجبور الدويهي من لبنان و"نساء البساتين" للتونسي الحبيب السالمي و"دمية النار" للجزائري بشير مفتي.

وربيع جابر روائي وصحافي لبناني، ولد في بيروت عام 1972، وهو محرر الملحق الثقافي الأسبوعي "آفاق" في صحيفة "الحياة". ومن أعماله "سيد العتمة" و"شاي أسود" و"البيت الأخير" و"يوسف الإنجليزي" و"رحلة الغرناطي" و"بيريتوس: مدينة تحت الأرض" و"أميركا". ونال الفائز جائزة قيمتها 50 ألف دولار.

وستتم ترجمة الرواية إلى اللغة الإنجليزية على غرار الروايات الفائزة في الدورات السابقة. وقد حصل كل من الروائيين الستة الواصلين إلى القائمة القصيرة على مبلغ عشرة آلاف دولار.

المصدر : الجزيرة + وكالات