أحمد راشدي: السينما الجزائرية لن تموت
وأشار صاحب فيلم "تحيا الجزائر" إلى أن السينما الجزائرية لم تتناول تاريخ الجزائر قبل الثورة في المرحلة العثمانية وما قبلها، فلا يجوز التركيز على حقبة تاريخية محددة.
أحمد راشدي: لا أستطيع قبول ثورة بطائرات فرنسية كما حصل في ليبيا، وما يحصل مخطط أميركي لتقسيم المنطقة وإلهاء الشعوب العربية عن القضية الرئيسية فلسطين |
المثقف والثورة
ويرى راشدي أن تراجع السينما الجزائرية بعدما وصلت للعالمية في السبعينيات مرده عوامل مختلفة، منها إغلاق أربع مؤسسات حكومية كانت تمول الأفلام وتوزعها بسبب ضغط صندوق النقد الدولي، ثم جاءت العشرية السوداء فهاجر الكثير من المخرجين إلى أوروبا خوفا على حياتهم، وأدى ذلك إلى توقف نحو 500 قاعة سينما عن العمل فتحولت إلى مستودعات، و"أصبح لدينا جيل عمره 25 سنة لم تطأ قدمه السينما، لكن السينما الجزائرية لن تموت، ولا تزال تقدم الأفلام رغم هذه الصعوبات".
أحمد راشدي، الذي يعد من أبرز المخرجين الجزائريين وصاحب فيلم "في زمن الصمت" الذي تناول فيه علاقة المثقف بالسلطة والذي لم يعرض في أي دولة عربية، رد على سؤال الجزيرة نت حول ما إذا كان الفيلم سيُعرض بعدما كسر الشعب العربي صمته في الثورات الشعبية قائلا "نعم الشعب العربي قتل خوفه وخرج عن صمته محتجا على الظلم، لكن المثقف غاب عن مشاركة الشعب، والمفترض أن يكون من فجّر الثورة وقائدها".
ويعتبر مخرج "الطاحونة" أن مشكلة المثقف العربي (القديمة) أنه يكون في أحد موقعين، إما مواليا للسلطة فتوفر له الحماية والحياة الكريمة لكنه يحرق نفسه لأنه قايض على حريته في الإبداع، وإما أن يكون بعيدا عن السلطة فتكبر معاناته.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن "الثورات الشعبية في البلدان العربية قامت ضد الظلم، لكن الخارج استغلها لمصالحه، فلا أستطيع قبول ثورة بطائرات فرنسية كما حصل في ليبيا، فهذا مخطط أميركي لتقسيم المنطقة وإلهاء الشعوب العربية عن القضية الرئيسية: قضية فلسطين".
صراع الحرية
مسيرة راشدي السينمائية كانت حافلة، فقد أنجز ابن الرابعة والسبعين عددا من الأفلام المهمة، منها "الأفيون والعصا" عام 1969، و"تحيا الجزائر " 1972، و"الطاحونة" 1986، وآخر أعماله "مصطفى بن بولعيد" 2009، وقريبا يبدأ تصوير فيلمه الجديد "الأبواب السبعة للقلعة" الذي تقدر كلفته بما يعادل أربعة ملايين دولار أميركي ساهمت وزارة الثقافة بـ30% منها، وهو ما يصعّب إنجاز الفيلم، حسب راشدي.
ويصف الناقد السينمائي نبيل حاجي راشدي بـ"أحد رواد السينما الجزائرية" أمثال محمد الأخضر حامينة، حيث بقي راشدي "وفيا للدفاع عن الحرية سواء في صراعه مع المستعمر أو في صراعه اليومي مع الحياة ومع الآخر".
وفيما يتعلق بالسينما الجزائرية، يرى حاجي أنه رغم رصيدها الكبير وتميزها في خريطة السينما العربية، فإنها لم تؤسس لحراك فعلي ومؤسساتي يجعل من السينما إحدى أدوات الثقافة في الجزائر كبقية الفنون الأخرى.
ويضيف أن الشباب المهتمين بالسينما يجدون صعوبات جمة في غياب هياكل مؤطرة للسينما سواء حكومية كانت أو مستقلة لمرافقتهم في مشاريعهم الإبداعية، "فالشباب دخل الميدان بدون ضوابط وأطر وبدون أبعاد أكاديمية أو جمالية أو فنية".