في سيرته الثقافية اشتبك المفكر والناقد الفلسطيني فيصل دراج، منذ اختط لنفسه طريق النقد الثقافي مع النصوص الإبداعية العربية وهي تعاين صدمة علاقتها مع الآخر، باحثا في تقنياتها الجمالية والمعرفية عن هواجس مبدعيها وقلقهم الذاتي والموضوعي.
يحيى يخلف: أنا من جيل ترعرع تحت شمس الثورة.. لقد أتاحت لنا التجربة النضالية الميدانية الفرصة للكتابة عن حياة عشناها وليس عن حياة ذهنية |
وعي مبكر
وبنمو الموهبة الأدبية والرغبة في الرواية، صار الكاتب الفلسطيني يستدعي مكونات فضائه البعيد "من وحي الحكايا التي كنا نتدفأ بها في برد الشتاء، من حلقات التاريخ الشفوي الذي اشتغلت عليه"، يقول يحيى يخلف الذي حل مؤخرا ضيفا على البرنامج الثقافي لمعرض الدار البيضاء الدولي للكتاب والنشر.
وعن هذا العمل يقول الناقد فيصل دراج "هي رواية الهوية الفلسطينية بامتياز، تحيل على الأرض والتاريخ والعذاب وبطولة القيم، وتنتهي إلى جوهر فلسطيني تصرح شخصياته عن جماله، كما لو كانت فلسطين جمالا مستديما لا تهزمه الأزمنة".
يظل يحيى يخلف من القلائل المحافظين على إيمانهم بدور المثقف في التعبئة من أجل التغيير. وقد اختبر هذا الدور ومارسه في معمعة الكفاح الفلسطيني المسلح ضد الاحتلال الاسرائيلي، كما تبينه في فصول الحراك الشعبي العربي المتواصلة.
يذكر يخلف أن معسكرات العمل الفلسطيني المسلح تعاملت في البداية بنوع من الاحتقار للقلم ورفعت راية المجد للبندقية، لكن الفلسطينيين اكتشفوا سريعا الدور الذي تضطلع به الثقافة في خدمة قضية شعبهم وتعبئة الشعوب العربية وشعوب العالم حول مأساتهم ومعركتهم من أجل استعادة حقوقهم المشروعة.
دور الثقافة
ويرى أن الثقافة ما زالت تواصل دورها الطليعي عبر زرع بذور الحراك الشعبي الذي عم مجموعة من الدول العربية، رغم أنه يبدو كثورات "بلا أب روحي".. إن جذور الحراك في نظره، ثقافية نهضوية.
وعن تجربته الميدانية ثم مساره كناشط ثقافي وإعلامي في صفوف المقاومة الفلسطينية، يقول يخلف "أنا من جيل ترعرع تحت شمس الثورة.. لقد أتاحت لنا التجربة النضالية الميدانية الفرصة للكتابة عن حياة عشناها وليس عن حياة ذهنية".
العمل الحركي السياسي ترافق لدى يحيى يخلف مع الإبداع الأدبي، في علاقة إشكالية مزمنة طرحت نفسها بقوة لدى كثير من الأدباء. ومن هذا الموقع -يقول الروائي الفلسطيني بلا وثوقية- "لقد حاولنا ألا تمتص السياسة دمنا".