"المقامة العاشرة".. ذاكرة شعب مظلوم
توفيق عابد–عمان
في معرضه "المقامة العاشرة: ورق وطين وذاكرة" المنظم في صالة "نبض" بعمان، يستكشف شيخ الخزافين والتشكيليين العرب محمود طه خصائص جديدة ومتحركة في أعماله التي تحمل تفاصيلـُها همومَ القدس والاستيطان ومأساة الشعب الفلسطيني منذ النكبة حتى اللحظة.
وقدم الفنان الملتزم أعماله تقديرا واعتزازا للأوفياء من أبناء فلسطين الشهداء والمناضلين والصابرين الثابتين على أرضهم والمشردين في كل مكان، كما قدمه لكل عربي يؤمن بعدالة مطالب الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة.
ويطرح من خلال ألوانه وخطوطه أسئلة متداولة منذ أكثر من ستين عاما أبرزها من يحمي الشعب المنكوب؟، ومن يوفر له الحماية والرعاية؟، ويعيده إلى دياره وأرضه؟، ومن يرفع عنه حالة الظلم التي ترافقه منذ عقود؟ ومن يوقف الطغاة والقتلة؟.
جماليات
ويؤكد محمود طه عبر معرضه -الذي يضم 88 عملا فنيا وزخرفيا ويستمر حتى الثامن من الشهر المقبل- وجود علاقة قوية بين الصلصال والورق تجمع عناصر من الموروث الحضاري الإسلامي، وخاصة مسجدها الأقصى والقبة المشرفة بزخرفتها الرائعة، حيث تبرز الخطوط خطورة الحفريات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى، وتنبه الضمائر لليقظة قبل فوات الأوان لمواجهة مخططات الاحتلال وإفشالها.
وتتراوح أسعار اللوحات التي تميزت بواقعيتها ما بين 500 و30 ألف دينار أردني، ونجح الفنان في استثمار فضاءات الحروف المستخدمة بألوان الأرض التي يعشقها، وسخرها لخدمة قضاياه الملموسة بطريقة أثارت الإعجاب.
ويناغم شيخ التشكيليين العرب عبر خطوطه بين الوجع الفلسطيني وجماليات الخط العربي، في لمحات فنية تميل كثيرا للصوفية، فهناك الشعب المحاصر والجدران العازلة باستخدام ألوان الأرض، وهي الهادئة كالترابي والأخضر والأزرق.
كما وظف الخط العربي وجمالياته لخدمة قضيته الرئيسية، قضية القدس التي تسكنه بما تحويه من كنوز ومكانة دينية وتاريخية، وتزدان بها معارضه على الدوام.
ويشير بهذا الشأن إلى الأوضاع في مخيمات الشتات، حيث تتلذذ دول عربية بظلم ومضايقة اللاجئين الذين يحملون وثائق سفر فلسطينية، وخاصة في مخيمات لبنان، وتمنعهم حتى من كسب لقمة العيش بكرامة.