ديوان لفسطين من عاشق نيكاراغوي

غلاف الديوان فلسطين في عيون طفلة

غلاف ديوان فلسطين في عيون طفلة (الجزيرة نت)

غدير أبو ستيتة-مناغوا

صدر في العاصمة النيكاراغوية مناغوا ديوان شعر جديد للشاعر النيكاراغوي بيذرو ألفونسو موراليس بعنوان "فلسطين في عيون طفلة"، كُتبت قصائده قبل ثلاثة عشر عاما، لكنه لم ير النور إلا الآن.

يبدأ الديوان بقصيدة "عاشق من فلسطين" لمحمود درويش، ويستشهد فيما بعدها من قصائد بكثير من أبيات شعره إضافة إلى شعراء فلسطينيين آخرين كالأخوين طوقان وسميح القاسم والعراقية نازك الملائكة.

undefinedقصة ديوان
واللافت في تقديم الديوان الذي كتبته الشاعرة النيكاراغوية من أصل فلسطيني سعاد مرقص فريج، أنها اعتبرت أن القصائد الست والعشرين التي يحتويها الديوان تعكس الوجه الحزين لهذا الشعب المناضل.

وتتابع أن هذه القصائد التي تقرؤها للشاعر، تُذكّرها بتجارب عاشتها أو أحداث قرأتها، وتنهي تقديمها بقولها: "بوصفي فلسطينية ونيكاراغوية، شكراً لإبداعك اللغوي الذي يؤكد في كل قصيدة وجود فلسطين".

وعن قصة الديوان يقول موراليس للجزيرة نت "في بداية الفصل الدراسي الثاني للعام 1997، كانت لديّ طالبة تُدْعى فيديلينا فلسطين، وقد وجدت اسمها الثاني غريبا وجميلاً، وقد كنت أناديها به رغم انزعاجها من ذلك، ولتهدئة غضبها وعدتها بكتابة شعر عن اسمها". 

ولم يكن بيذرو ألفونسو موراليس محيطاً تماماً بالقضية الفلسطينية، ولكن حدثين أثرا فيه، "الأول عندما جاء الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في ثمانينيات القرن الماضي إلى نيكاراغوا، حيث ترك أثراً طيِّباً لدى الشعب بشكل عام، والثاني عندما كنت في الثانوية العامة وشرح لنا أستاذ مادة التاريخ عن منظمة التحرير الفلسطينية ودورها في القضية".

بدأ موراليس رحلة البحث عن كل ما يتعلق بفلسطين، ويعترف أنه لم يكن من السهل أن يحصل على كل المعلومات، "إذ إن هناك مصادر معظمها غربي محابية لإسرائيل لكنني تمكنت من التعلق جديًّا بهذه القضية العادلة خصوصاً بعدما قرأت الكثير عن التاريخ الفلسطيني والصراع القائم في الأراضي العربية المحتلة".

وعن تضميناته الكثير من أبيات الشعر العربية في قصائد ديوانه الجديد، يقول بيذرو ألفونسو موراليس "أحب الشعر الفلسطيني، فأنا مأخوذ بشعر محمود درويش، وكذلك شعر الأخوين طوقان وسميح القاسم وغيرهم".

الشاعر ألفونسو موراليس ومجموعة من طلابه (الجزيرة نت)
الشاعر ألفونسو موراليس ومجموعة من طلابه (الجزيرة نت)

عاشق لفلسطين
في القصائد المكتوبة بالإسبانية تمتزج حلاوة الشعر بتاريخ المدن الفلسطينية وآثارها كالخليل وأريحا وبيت لحم، ولم يعتمد الشاعر فقط على قراءاته عن فلسطين كي يخط قصائده، بل إنه يُشيد بالمساعدة التي قدمتها له الشاعرة سعاد مرقص فريج التي عادة ما تعرّف نفسها بأنها فلسطينية نيكاراغوية، والتي –على حد قوله- صَحَّحت له الكثير من المعلومات عن فلسطين وعادات الناس وتقاليدهم وأيديولوجياتهم.

وعن ذكره للمدن الفلسطينية في كثير من قصائد الديوان، يقول موراليس "لم أكن أظن أنه ومن خلال تجوالي في الشعر والتاريخ الفلسطيني سأجوب المدن الفلسطينية، مارًّا بشوارعها ومقيماً بفنادقها، ومصليّاً بأماكنها المقدسة، إلا أنّ هذا ما حدث فعلاً. لقد سافرت روحي إلى فلسطين وتعلقت بها".

يقول بيذرو ألفونسو موراليس في قصيدة "أريحا والثمرة":
بعيدة عن يداي المُمتدتين
أريحا
هنا
حيث يقولون
لو قَسَم أحدهم برتقالةً حلوة
لوجد في الداخل الكتاب المقدس
وددت لو نلتقي
أيتها العتيقة
لو أرى رأسك الأبيض الحكيم
هكذا تبدين لي
صغيرة وحلوة
مملوءة بالحرية
ولهذا أعشقك

يذكر أن بيذرو ألفونسو موراليس شاعر وكاتب وملحن نيكاراغوي، من مواليد عام 1960، وهو عضو في رابطة الكتاب النيكاراغويين وعدة جمعيات ثقافية في نيكاراغوا ورئيس جمعية كُتَّاب ليون. كما حصل على عدة جوائز للشعر بين الأعوام 1986 و1987 و2005، وعمل مُدرّساً في عدة مؤسسات تعليمية، ويُحاضر حالياً في جامعة أونان ليون.

المصدر : الجزيرة