الفن اليمني في مواكبة الثورة

حفل فني لفرقة أجيال المستقبل الفنية(الجزيرة نت)

جانب من حفل فني لفرقة أجيال المستقبل الفنية (الجزيرة نت)

سمير حسن-عدن

في مدينة عدن (جنوب) كما في غيرها من المحافظات اليمنية، واكب الفنان والشاعر والأديب الوطني انطلاقة الثورة، وظل يسهم في بلورة أهدافها من خلال إبداعات  شتى، وامتزج الفعل الثوري بالفني الذي عبر في مجمله عن أهداف وتطلعات الثورة.

ولا تكاد تخلو ليالي الثوار ومهرجاناتهم في ساحات الاعتصام من إلقاء قصيدة  أو قراءة قصة أو تمثيل مشهد مسرحي ساخر، وجميعها تحكي واقع الثوار بطريقة جادة حيناً وساخرة تلامس قلوب الثائرين أحيانا.

وبعد أشهر على انطلاقة الثورة، أصبحت مكتبة الثوار بعدن تزخر بالعديد من الإصدارات والأعمال الفنية أبرزها ألبوم الفنان محمود كارم "عهداً يا شهداء الثورة" والذي لاقى رواجاً وقبولاً واسعاً بكل ساحات الاعتصام وكذلك ألبوم "يسقط الطغيان" لمعاذ خان، و"يدًا بيد" و"يا يمن" لمنير التبعي وغيرها.

الشاعر علي عبد الكريم (الجزيرة نت)
الشاعر علي عبد الكريم (الجزيرة نت)

إنتاجات ثورية
كما شكلت الفرق الفنية الشعبية إضافات أخرى للأغنية الثورية حيث برزت فرق "المعلا" و"الأخوة" وكذلك فرقة "الحياة الفنية" بعدن التي أصدرت مؤخراً ألبوم "يا علي ويلك من الله".

وفي عدن أصبح المسرح مكوناً أساسيا من مكونات ساحات الاعتصام المنتشرة في بلدة كريتر والمنصورة والشيخ عثمان والمعلا، يحيي من خلاله الثوار حفلاتهم وأسمارهم المناوئة لنظام صالح.

وكان لفرقة "خليج عدن" السبق في تدشين أول العروض الهادفة بمسرحية "العجائز يشتوا يسقطوا النظام" ومسرحية "أعور وعاده يتنقو" كما قدمت فرقة فنون عدن مسرحيتي "أنيس يريد إسقاط النظام" و"حكومة مش عاقلة".

ويرى الشاعر علي عبد الكريم -عضو اتحاد الأدباء بعدن- بهذا الحراك الفني رسالة ثورية مهمة يقدمها الشاعر والمسرحي والفنان، ويستطيع من خلالها  تصوير الواقع بكل تجلياته "ويجيد إخراج المشهد وفق أجندات شباب الثورة".

ووفق عبد الكريم فإن هذه الرسالة الفنية تعزز وتقوي الهدف المشترك لجميع الثوار في زيادة نضج هذه الحركة الثورية "وإحداث التغيير المرجو في اتجاه بناء دولة مدنية تقطع مع مخلفات النظام".

الفنان منير التُبّعي يقدم إحدى الحفلات الفنية(الجزيرة نت)
الفنان منير التُبّعي يقدم إحدى الحفلات الفنية(الجزيرة نت)

ترجمة الثورة
ويرى فنانون وأدباء بعدن أن  الإبداعات الفنية مثلت ترجمة لصورة الانتفاضة الشعبية ضد النظام الحاكم، والانتهاكات التي مارسها لإسكات صوت الثورة، ونجحت بالفعل في تقوية عزائمهم.

وأشار منير التُبّعي –رئيس فرقة أجيال المستقبل الفنية بعدن- للجزيرة نت إلى أن الفنان برسالته الهادفة واكب الثورة منذ انطلاقتها الأولى وأسهم بدور بارز وأساسي في التنوير، ونشر الوعي في أوساط الجماهير وتوضيح الحقائق "وفضح جرائم القمع والاستبداد التي مارسها النظام ضد المواطنين العُزّل".

كما تؤكد الأديبة والقاصة هدى العطاس أن الفن من أهم العوامل الداعمة للثورات، وهو غالبا ما يكون وعاءها والمعبر عن روحها وجوهرها".

وشددت في تصريح للجزيرة نت على أن أهمية دور الفنان تكمن في كونه لسان حال الشعب والمعبر عن همومه وتطلعاته، ودللت بما قدمه سيد إمام وأحمد فؤاد نجم للثورة المصرية وما قدمه السنوات الأخيرة الفنان المعبر عن القضية الجنوبية عبود خواجة، إضافة إلى إسهامات شباب الثورة اليمنية في إعادة إنتاج الأغاني الثورية للفنان اليمني الراحل محمد سعد عبد الله.

المصدر : الجزيرة