نقابة لفناني الخط العربي بمصر

بدر محمد بدر-القاهرة

بعد مساع كبيرة ومتواصلة امتدت سنوات، تأسست أول نقابة لفناني الخط العربي بمصر والوطن العربي، إثر موافقة وزير القوى العاملة أحمد البرعي على مشروع قانونها، وبلغ عدد المؤسسين نحو ستة آلاف خطاط من مختلف المحافظات.

وافتتح مقر النقابة بمرسم النقيب المؤقت الفنان خضير البورسعيدي بميدان بيت القاضي في حي الحسين بالقاهرة الفاطمية، وأعلن أيضا عن تأسيس فرعين للنقابة بصفة أولية بمدينتي الإسكندرية وكفر الشيخ، كما اختير مجلس إدارة مؤقت لمدة عامين، حتى انتخاب مجلس جديد.

فن بلا دعم
وتوجد بمصر 375 مدرسة للخط العربي، يتخرج فيها سنويا حوالي ستة آلاف خطاط، بينما يبلغ عدد الخطاطين بالبلاد نحو خمسمائة ألف من الدارسين، بالإضافة للفنانين العصاميين.

وأكد البورسعيدي أن فن الخط العربي بمصر عانى الكثير في غياب الرعاية والدعم، وهو ما استوجب تأسيس النقابة كخط دفاع أول، لوقف تدهور هذا الفن الجميل الذي توارثته الأجيال ويتهدده الاندثار.

وأضاف بحديثه للجزيرة نت أن النقابة تهدف لحفظ فن الخط وحمايته وتطويره وفق تقنيات حديثة، باعتباره مكونا أصيلا لهوية كل عربي ومسلم، وإلى تبني موسوعة لمراحل تطور هذا الفن منذ القرن الثاني الهجري.

وأشار البورسعيدي إلى أهمية إقامة المعارض والمسابقات بكل ربوع مصر، لاكتشاف المواهب الجديدة، وتنظيم صالون ثقافي وورشات بالكليات والمدارس والمكتبات العامة وقصور الثقافة وكل أماكن التجمعات.

وأكد عودة السنة الأولى بمدارس الخط العربي من جديد، عقب مناقشة النقابة لوزير التربية والتعليم أحمد جمال الدين موسى، ولكن لم يصدر قرار رسمي بذلك حتى الآن.

وطالب البورسعيدي بتدريس فن الخط العربي بجميع المدارس والجامعات، ابتداء من مرحلة التعليم الابتدائي حتى يكتسب الأطفال روعة اللغة العربية وجمال حروفها فيتمسك بها كمحفز على حب القراءة.

ودعا النقيب المؤقت إلى زيادة عدد المدارس وتكثيف يومها الدراسي، بما يضمن تأهيل خريجيها للترقي والالتحاق بالجامعات، وبخاصة كليات الفنون والآثار واللغة العربية، وحتى توضع على أجندة الدولة والمجتمع الذي يجهل دور هذه المدارس وقيمتها.

مؤازرة الخطاطين
من جهته وصف وكيل النقابة الفنان محمد حمام الخط العربي في مصر بأنه "فن مغلوب على أمره" رغم أنه وعاء اللغة العربية حيث توجد فقط جمعيتان للخط والزخرفة العربية، بينما لم يكن لآلاف الخطاطين هيكل منظم لحماية مهنة كادت تندثر، ويصارع مبدعوها من أجل البقاء.

وأضاف حمام أن النقابة سوف تبذل جهدها لمساعدة الفنان على التفرغ لفنه وإبداعه، وتحسين دخله المادي وظروفه الحياتية والفنية.

من ناحيته شدد سكرتير عام النقابة على ضرورة الاهتمام والنهوض بمستوى الخطاطين، والحفاظ على هوية الخط العربي. وأبدى أسفه لأن الفنون الإسلامية يتم تدريسها فى معظم كليات الفنون بالعالم إلا مصر.

كما أشار الفنان صلاح عبد الخالق أن "تركيا والأردن وإيران يمنحون درجتي الماجستير والدكتوراه في فنون الخط العربي، بينما يلغى فى مصر تدريس الخط العربي بقرار من وزير التعليم السابق!".

بدوره طالب أستاذ الخط العربي مجدي هليل بإقامة معارض فنية محلية ودولية للخط العربي، وإقامة "دورات لتعليم برامج الغرافيك المتعلقة بالخط العربي، تماشياً مع آليات العصر دون الإضرار بالقواعد الكلاسيكية".