المعارض مشكلة التشكيليين بالسودان

مركز راشد دياب (محاولة لإيجاد فضاءات تشكيلية في الخرطوم)

إبراهيم العجب-الخرطوم

تقف بعض اللوحات المتناثرة على جدران مراكز العرض الأجنبية بالعاصمة الخرطوم شاهداً على صعوبة الوضع الذي يعيشه الفنانون التشكيليون بالسودان، ضمن بحثهم الدؤوب عن فضاءات لعرض أعمالهم.

ورغم أن السودان عرف الفن التشكيلي منذ خمسينات القرن الماضي، وتطور بتطور المجتمع السوداني الذي كان يسعى لابتداع هويته الثقافية القومية، لكن ندرة صالات العرض تبقى مشكلة حقيقية أمام الخريجين الجدد والمحترفين.

مجهودات فردية

التشكيلي السوداني عوض صديق (الجزيرة)
التشكيلي السوداني عوض صديق (الجزيرة)

ومع قلة دور العرض عاد بعض التشكيليين السودانيين الذين درسوا بالخارج إلى وطنهم، مثل الفنان راشد دياب الذي افتتح مركزاً مزوداً بصالة متواضعة ملحقة بمتحف صغير لإقامة نشاط أسبوعي وتقديم وجوه جديدة تبحث عن فضاءات للعرض.

كما عاود الغاليري الخاص بالرائد التشكيلي أحمد شبرين نشاطه، مع العلم أنه مرسم ملحق بمنزله الخاص.

وكانت وزارة الثقافة طرحت مشروعاً ثقافياً متكاملاً يتضمن بناء مرسم وطني بمواصفات عالمية، وبدأت فعلياً بإقامة معارض على شاطئ النيل لتحريك النشاط التشكيلي.

ويرى بعض التشكيليين أن وعود الوزارة رهينة بالوضع السياسي وربما وئدت أحلامهم بمجرد حدوث تحولات سياسية قد تعيد الثقافة لحالة التهميش والإهمال.

الثقافة البصرية

الناقد محمد حسن المجمر (الجزيرة نت)
الناقد محمد حسن المجمر (الجزيرة نت)

وقال الباحث والناقد محمد حسن المجمر للجزيرة نت إن تنشيط معارض التشكيل والتلوين رهين بحل إشكالية ضعف الثقافة البصرية لدى متلق وطني بسيط له عاداته وتقاليده الخاصة في القراءة والتذوق الفني.

ويرى أن التنمية المتوازنة على صعيد المدارس الفنية وذائقة المتلقي وطريقة العرض وإتاحتها له بشكل مستديم هي الطريقة التربوية الأمثل لضبط العلاقة بين اللوحة والمتلقي.

ويبدأ ذلك وفقا للمجمر بركن أساسي هو "الغاليري" الذي يمثل جزء منه سياسة الدولة التي يلعب فيها المجتمع المدني دوراً رئيسياً، وبدأ يحدث الآونة الأخيرة بالخرطوم، مؤكداً الحاجة إلى مرسم وطني متخصص، وقبل كل ذلك الحاجة الأكبر لحفز وتنمية الذائقة الشعبية للتفاعل مع اللوحة.

وتعود بدايات كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بالخرطوم  إلى أوائل الأربعينيات من القرن الماضي، إذ أدرك المستعمر البريطاني أهمية الفنون بالتربية وأدخلوا تدريس مادة الفنون بالمراحل التعليمية المختلفة.

المصدر : الجزيرة