مهرجان جديد للسينما في تونس

مشهد من فليم "الأئمة في المدرسة" الذي عرض في أيام الوثائقي

من فيلم "الأئمة يذهبون إلى المدرسة" المعروض ضمن تظاهرة "أيام الوثائقي" (الجزيرة نت)


مراد بن محمد-تونس

أعلن عدد من السينمائيين التونسيين المستقلين تأسيس مهرجان سينمائي جديد يهدف إلى إيجاد فضاء للارتقاء بالسينما الوثائقية من الناحية التقنية وتكريس ثقافة الديمقراطية والمواطنة في صناعة الفيلم الوثائقي.

وقال مدير مهرجان "قافلة" الوثائقي المخرج هشام بن عمار في ختام تظاهرة "أيام الوثائقي" في دورتها الأولى، إن تداول توثيق الأحداث التي تحصل من قبل أفراد عبر الكاميرا الهاوية "دفعنا إلى التفكير في تدريب الهواة على جملة من التقنيات والمقاييس".

وأكد بن عمار في حديث للجزيرة نت على أهمية تمكين الشباب في مختلف الجهات من تقنية وأدوات وأخلاقيات صناعة الفيلم الوثائقي خاصة بالنظر إلى الأحداث التي يوثقونها، مشيرا إلى ضرورة خلق ثقافة تؤمن بأن الفيلم الوثائقي يمكنه أن يكون نوعا من العمل الصحفي.

بن عمار: نسعى لخلق ثقافة تؤمن
بن عمار: نسعى لخلق ثقافة تؤمن

أيام الوثائقي
وأشار بن عمار إلى أن المهرجان الجديد الذي سينطلق في أكتوبر/تشرين الأول المقبل سيتميز باللامركزية تماشيا مع نسق الثورة التونسية، كما سيعتمد على منهج أن تكون فكرة الفيلم نابعة من الناس ومن حياتهم اليومية.

وخلال تظاهرة "أيام الوثائقي" التي دامت ثلاثة أيام بداية من 9 أبريل/نيسان الجاري بقاعة سينما "أفريكا آرت"، عُرضت خمسة أفلام وتم تكريم المخرج التونسي مصطفي الحسناوي الذي توفي يوم 15 يناير/كانون الثاني الماضي، وذلك بعرض فيلمه "زلال" بحضور ابنته.

ويتناول فيلم "زلال" للحسناوي ومريان خوري محن رجال ونساء أوصلتهم هموم الحياة العادية إلى مستشفى الأمراض العقلية في القاهرة، ويطرح المخرج فكرة هل هؤلاء مرضى نفسانيون أم امتداد لحالة جنون المجتمع؟

وخلال عرض فيلم "درس تاريخ" للهادي زكاك وهو من إنتاج الجزيرة الوثائقية، اكتشف الحضور كيف يمكن أن تبدأ الخلافات من التربية في المدارس عبر طريقة تدريس مادة التاريخ لنفس المستوى الدراسي ولكن في مدارس علمانية وسنية وشيعية وكاثوليكية وإنجيلية في لبنان.

كما تم عرض فيلم "الأئمة يذهبون إلى المدرسة" للمخرجة كوثر بن هنية التي تناولت فيه تجربة فرنسا في فرض تكوين الأئمة حسب قوانين العلمانية، وفيلم "تقوى كور" لعمر مجيد من كندا الذي يصور ظاهرة جديدة لشباب مسلمي أميركا يجمعون بين ثقافة البانك (Punk) المعروفة بالتمرد وبين الورع الديني في نفس الوقت.

ومن بين الأفلام المعروضة فيلم للمخرج السوري محمد علي أتاسي "في انتظار أبو زيد" الذي يتناول حياة وفكر المفكر نصر حامد أبوزيد عبر الندوات والنقاشات التي شارك فيها.

الرفاعي: نتابع ما ستنتجه المرحلةالانتقالية فنيا في تونس (الجزيرة نت)
الرفاعي: نتابع ما ستنتجه المرحلةالانتقالية فنيا في تونس (الجزيرة نت)

استفزاز إيجابي
وتشترك الأفلام المعروضة في طرح موضوع الدين والبحث عن الهوية عبر وجهات نظر متعددة ومتناقضة، واعتبر بن عمار أن الاختيار يتماشى مع ما يطرح الآن في الشارع التونسي.

وأضاف أن الأفلام تتناول بعض المسائل المستفزة و"لكنه استفزاز إيجابي"، وهو يبقى في إطار الحوار وعرض وجهات النظر.

وتميزت التظاهرة بحضور المدير التنفيذي للصندوق العربي للثقافة والفنون أسامة الرفاعي الذي كان له لقاء مع عدد من مخرجي الأفلام الوثائقية أصحاب المشاريع حول برنامج المساعدة التي يقدمها الصندوق.

وقال الرفاعي للجزيرة نت إن زيارته لتونس تأتي في إطار انفتاح الصندوق على دول المغرب العربي وخاصة تونس "على ضوء الثورة التي من شأنها أن تطلق تصور المبدع للتعبير عن أفكاره".

وأضاف أن "المشهد الثقافي والفني في الفترة الانتقالية يهمنا جدا لأنها تترافق مع الانفتاح وتطوير الأفكار فنيا"، مشيرا إلى أنه استمع لعدد من أصحاب المهنة حول ما الذي يمكن للصندوق تقديمه في هذه المرحلة.

المصدر : الجزيرة