الأدب المغاربي بمعرض أبو ظبي للكتاب

ندوة بمعرض ابو ظبي ناقشت الادب المغاربي

ندوة في معرض أبو ظبي ناقشت الأدب المغاربي (الجزيرة)

حسين جلعاد-أبو ظبي

تواصلت النشاطات الثقافية والفنية الخميس في معرض أبو ظبي للكتاب في دورته الحادية والعشرين، وتوزعت بين الأنشطة العربية والأجنبية، علاوة على القراءات الشعرية وحفلات توقيع الكتب.

كما تنوع تفاعل الجمهور مع تلك الفعاليات، فمنها ما شهد حضورا كبيرا ومنها ما ألغي لقلة عدد مرتاديه، أو عدم وصول الكتاب المشاركين.

وأقيمت ندوة بعنوان "أدب المغرب العربي" شارك فيها نخبة من الكتاب هم المنصف المزغني من تونس، والأزهري الأبتر من الجزائر، وحسونة المصباحي والحبيب السالمي من تونس، وأدار الحوار مع الجمهور الأديب العراقي المقيم في لندن صموئيل شمعون.

وكلما حضر الحديث عن الأدب المغاربي فإنه لا يخلو قطعا من نقاش التاريخ المركب -مزيج الحب والكره- مع اللغة الفرنسية، وإرثها الاستعماري أو "التنويري" كما يحلو للبعض تصويره، علاوة على قضية انتشار الأدب المغاربي في المشرق العربي.

كما ألقت الثورات العربية بثقلها في الندوة، فتناولها الأدباء من زاوية التأثير في الأدب الذي قد يكتب لاحقا، ومدى مساهمة الكتابة في التعبير عن المراحل الثورية.

وقال الشاعر التونسي المنصف المزغني إن الأهم في "أدب الثورة" هو القيمة الجمالية، خصوصا أن الكتابة في الأحداث المتلاحقة تحتاج وقتا للتأمل، لافتا إلى أن التسرع في الكتابة عن أحداث لا تزال متلاحقة قد يقود إلى الوقوع في "دكتاتورية" الأحداث الثورية، بعد أن جرى التخلص من الأنظمة الدكتاتورية.

وغير بعيد عن ذلك، أكد الأديب التونسي حسونة المصباحي أن "الرجل الذي كان يحكم تونس ويقبض بيده على كل شيء هرب دون أن يعي ما يحدث"، مشددا على ضرورة التروي في كتابة أدب الثورة.

الأديب الجزائري الأزهري الأبتر أبدى تأييده لما قاله زملاؤه، وحذر مما أسماه "الأدب الاستعجالي" القائم على توثيق أحداث دون التروي وتأمل ما يجري.

وأكد أن الشباب الجزائري قد سبق غيره في الدول الأخرى وحقق ثورة عام 1988 قبل أن تخنق في عشرية الدم التي عرفتها البلاد بعد ذلك.

وقال الأبتر إن الأدباء الجزائريين لا يعانون من مشكلة في الرقابة أو القمع وهم يعبرون بكل حرية في أدبهم.

مبالغة

الكاتبان السالمي (يمين) والأبتر في معرض أبو ظبي للكتاب (الجزيرة)
الكاتبان السالمي (يمين) والأبتر في معرض أبو ظبي للكتاب (الجزيرة)

من جهته قال الأديب التونسي الحبيب السالمي إن ثمة مبالغة في الحديث عن "خصوصية" الأدب المغاربي، ووصف ذلك بأنه مبالغة ليست واقعية، لافتا إلى أنه أدب يشابه مثيله المشرقي.

وقال إن مسؤولية انتشار الأدب المغاربي في المشرق تقع على عاتق الأدباء المغاربة أنفسهم عبر تقديم أدب حقيقي وذي جودة عالية.

من جهة أخرى، اتفقت أغلب الآراء على أن العلاقة مع اللغة الفرنسية لم تعد كما كانت مع الأدباء في الخمسينيات والستينيات، فقد تم تجاوز العدائية أو الانقسام حولها.

فقال المصباحي "نحن مدينون للغة الفرنسية، لماذا هذا السب الأيديولوجي؟، لقد فتحت لي هذه اللغة آفاقا في التفكير، وكل أبناء جيلي يرون أن الفرنسية جعلتنا نرى العالم".

الأديب الجزائري واسيني الأعرج قدم مداخلة واستعرض إشكالية العلاقة مع اللغة الفرنسية في تاريخ الجزائر بين المتفرنسين والمتعربين.

وشدد الأعرج على أن العلاقة بين العربية والفرنسية اختزلت في سياق صراعي بعد استقلال الجزائر، لكنه أكد أن المشكلة اللغوية حاليا هي مسألة هامشية وأن المهم هو جودة النص وإنسانيته.

جانب من معرض أبو ظبي للكتاب (الجزيرة)
جانب من معرض أبو ظبي للكتاب (الجزيرة)

استضافة
على صعيد آخر، استضافت جائزة الشيخ زايد للكتاب الأكاديمي المغربي محمد مفتاح الفائز بفرع الآداب، حيث تحدث عن كتابه "مفاهيم موسعة لنظرية شعرية" حول اللغة والموسيقى والحركة.

واستعرض مفتاح الموضوعات التي تناولها كتابه. وسلط الضوء على مبادئ تتضمن الأولويات الرياضية المنطقية وفضاء الفكر العربي الإسلامي.

وفي ركن توقيع الكتب قام أمير شعراء الموسم الأول في مسابقة "أمير الشعراء" الشاعر الإماراتي كريم معتوق بتوقيع ديوانه الشعري الذي صدر في جزأين عن أكاديمية الشعر.

كما وقع الشاعر السعودي نايف صقر ديوانيه "سجد قلبي" و"غشّام" الصادرين عن أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث.

والتقى الجمهور كذلك مع الشاعر الإماراتي أحمد راشد ثاني الذي قرأ قصائد جديدة له يتوقع أن تصدر قريبا.

ويعد الشاعر ثاني من أبرز الشعراء الإماراتيين، ويحظى بشهرة عربية علاوة على أن شعره ترجم إلى لغات عالمية.

المصدر : الجزيرة