إطلاق "تأثير الجزيرة" بالعربية

البروفيسور الأميركي فيليب سيب (يسار) خلال اشهار كتابه تاثير الجزيرة

حسين جلعاد- الدوحة

أقيم في اليوم الأول لفعاليات منتدى الجزيرة السادس حفل إشهار النسخة العربية من كتاب "تأثير الجزيرة: كيف تعيد وسائل الإعلام تشكيل السياسة العالمية" بحضور مؤلفه الأميركي فيليب سيب ومشاركة المترجم عز الدين عبد المولى. وشهد الحفل حضورا مميزا ونقاشا مع الحاضرين.

وقال المؤلف قبل حفل التوقيع إن شبكة الجزيرة الفضائية أكثر الأمثلة سطوعا على أثر الإعلام في تغيير العلاقة بين الأنظمة والشعوب بسبب تأثير الإعلام على الحياة السياسية.

وأكد أنه بموازاة التغيرات الثورية الجارية في العالم العربي، فقد شهد الإعلام أيضا ثورة لافتا إلى أن الجزيرة كانت رائدة في هذه الثورة.

جانب من حضور حفل توقيع كتاب تأثير الجزيرة خلال منتدى الجزيرة السادس
جانب من حضور حفل توقيع كتاب تأثير الجزيرة خلال منتدى الجزيرة السادس

وقال سيب -وهو أستاذ الصحافة والدبلوماسية العامة بجامعة كاليفورنيا
الجنوبية- إن الإعلام يمكن أن يؤدي إلى الأمل والتغيير وهذا هو تأثير الجزيرة، مؤكدا أن الفضل في الثورات للشعوب في المقام الأول، لكن الحرية التي حققها تدفق المعلومات بفعل الإعلام قد ساعدت هذه الشعوب في امتلاك أدوات المعرفة.

من جهته قال المترجم عبد المولى إنه عمل طوال سنتين على ترجمة الكتاب لافتا إلى أن المضمون يناقش "روح الجزيرة" أي أنه لا يتطرق مثل دراسات سابقة إلى بحث المؤسسة وتركيبها وعملها، بل يبحث تأثير الجزيرة في الإعلام والحياة العامة.

العقول والقلوب
وجاء في الكتاب أن معركة كسب العقول والقلوب في منطقة الشرق الأوسط لا تخاض في شوارع بغداد فحسب، وإنما في نشرات الأخبار وبرامج الجزيرة الحوارية أيضا.

وقارن المؤلف بين تأثير شبكة السي أن أن الأميركية التي اكتسحت العالم قبل عقد ونيف وبين تأثير الجزيرة في الوقت الراهن، لافتا إلى أن تأثير هذه الأخيرة يتخطى حدود المؤسسة التي تتخذ من قطر مقرا لها، فالمفهوم "يتضمن استخدام أدوات الإعلام الجديد في كل مظاهر الشؤون الدولية بدءا بالتحول الديمقراطي وانتهاء بالإرهاب ومرورا بمعنى الدولة الافتراضية".

ويؤكد الأكاديمي الأميركي أن الجزيرة رمز للعالم الجديد المتمركز حول

غلاف كتاب
غلاف كتاب "تأثير الجزيرة"

الإعلام، فهي تؤثر في السياسة والثقافة العالميتين وبشكل أساسي عبر تعزيز نفوذ العالم الإسلامي، ويبرهن على ذلك بقوله إنه اعتبارا من أن المؤسسة تثبت بلغتين عربية وإنجليزية وبما أن رسالتها منسجمة مع مضامين مواقع إسلامية على الإنترنت، فإن الجزيرة تساهم في "تشكيل مجتمع إسلامي عالمي بشكل لم يسبق له مثيل".

ويستعرض المؤلف تغطية الجزيرة لكثير من المحطات والأحداث العربية والإسلامية مثل الانتفاضة الفلسطينية والحروب الأميركية في أفغانستان والعراق ثم الحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة، ويخلص إلى أن "المحطة لعبت دورا تاريخيا في تغيير المشهد الإعلامي ليس في الشرق الأوسط فحسب، وإنما على الصعيد العالمي أيضا".

تشكيل العالم
ويفرد سيب مساحة للتطور التقني في تغطية الأخبار، فيرى أنه كلما تسارع نشاط الجزيرة في ملاحقة الأحداث ونقلها، فإنها تزيد من وتيرة استفادتها من أدوات الإعلام الجديد، علاوة على تطويرها منظومة التفاعل مع الجمهور، حيث يصفها عشرات الملايين من متابعيها بأنها الأكثر نزاهة وصدقا في التعبير عن قضاياهم وذلك بعكس الأنظمة السياسية المنزعجة منها والتي تصمها بعدم المصداقية.

وفي جانب التوقعات المستقبلية، يبحث الأكاديمي الأميركي تطور المفاهيم الإعلامية، ويرى أن الإعلام لم يعد إعلاما فقط، فقد أصبحت له قاعدة جماهيرية أوسع من أي وقت مضى، ونتيجة لذلك أصبح يمارس تأثيرا غير مسبوق في السياسة الدولية، ويقول "إن هذه الظاهرة –تأثير الجزيرة- بصدد إعادة تشكيل العالم".

المصدر : الجزيرة