مثقفون عرب يحتفون بأدب الطيب صالح

ندوة الكاتب الطيب صالح في منتدى معرض الكتاب بقطر - الدوحة - تصوير محمد الكندي
الروائي السوداني الراحل مشاركا في إحدى دورات معرض الكتاب بقطر (الجزيرة نت-أرشيف)
الروائي السوداني الراحل مشاركا في إحدى دورات معرض الكتاب بقطر (الجزيرة نت-أرشيف)

يتسلم مساء غد الجمعة ثلاثة من الروائيين وثلاثة من كتاب القصة وثلاثة من النقاد جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، في دورتها الأولى التي تضم ثلاثة فروع، هي الرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي، وذلك في احتفال بالعاصمة السودانية.

 
وتتواصل الخميس جلسات نقدية يشارك فيها نقاد عرب حول الدور الريادي للطيب صالح في الذكرى الثانية لرحيله، وتعقد الجلسات تحت شعار "الأمم الحية تكرم مبدعيها وخير من ينوب عن الأمة مثقفوها".
 
وقال رئيس مجلس أمناء الجائزة الخبير الإعلامي السوداني علي شمو في جلسة الافتتاح إن الطيب صالح "نقل الأدب السوداني من المحلية إلى العالمية".
 
واستعرض بشير محمد صالح عميد أسرة الأديب الراحل الجانب الإنساني في شخصية مؤلف الرواية الأكثر شهرة "موسم الهجرة إلى الشمال" التي ترجمت إلى كثير من اللغات منذ نشرت في النصف الثاني من الستينيات، ثم أعاد الناقد المصري رجاء النقاش نشرها مع دراسة عنوانها "الطيب صالح عبقري الرواية العربية".
 
 وزير الثقافة القطري ثمن بادرة تكريم الطيب صالح من قبل زملائه السودانيين  (الجزيرة نت-أرشيف)
 وزير الثقافة القطري ثمن بادرة تكريم الطيب صالح من قبل زملائه السودانيين  (الجزيرة نت-أرشيف)

وأشاد ضيف شرف الدورة الأولى للجائزة وزير الثقافة والتراث القطري حمد بن عبد العزيز الكواري بأدب الطيب صالح (1929-2009) وأشاد بالأدباء السودانيين لوفائهم لذكرى الكاتب الراحل.

 
الطيبون الصالحون
وقال وزير الثقافة الأسبق عبد الباسط عبد الماجد إن الشعب السوداني "مزيج من الطيبين والصالحين، لكنه أنجب واحدا معرفا بالألف واللام هو الطيب صالح، الذي ارتوى من ماء النيل ونقل مشاعر وأدب السودان إلى العالمية".
 
وافتتح معرض تشكيلي وفوتوغرافي مصاحب لبرنامج الدورة الأولى للجائزة، وضم صورا نادرة للكاتب الراحل في السودان وخارجه، إضافة إلى مشاهد من قريته كرمكول شمال الخرطوم وبيته وشارعه، إضافة إلى مؤلفاته وبعض الكتب النقدية التي تناولت إبداعه.
 
وصمم المهندس محمد جعفر موقعا إلكترونيا للجائزة هو "الطيب صالح دوت أس دي"، يتيح للمتسابقين في فروع الجائزة إرسال نصوصهم، والاطلاع على شروط المسابقة التي تقدم إليها في دورتها الأولى 324 عملا منها 101 رواية، و198 مجموعة قصصية، و25 دراسة نقدية.
 
وخصصت شركة "زين السودان" للاتصالات 200 ألف دولار للجائزة السنوية التي ينالها تسعة فائزين في المجالات الثلاثة.
 
وبمناسبة الجائزة أصدرت صحيفة "الأحداث" السودانية اليومية عددا خاصا من "كتاب في جريدة"، ضم عددا من المقالات والشهادات والدراسات لكتاب عرب، منهم السوري أدونيس والموريتاني أحمد ولد المختار بزيد والفلسطيني عبد الباري عطوان، والسودانيون منصور خالد وعبد المنعم عجب الفيا وعبد الله علي إبراهيم وعبد الغني كرم الله وأحمد إبراهيم أبو شوك وحسن أبشر الطيب وخالد الأعيسر وعبد الوهاب الأفندي وعادل الباز وإبراهيم محمد زين.


"
اقرأ أيضا:

أشهر الروائيين العرب.. يترجل
أشهر الروائيين العرب.. يترجل

"

شغوف بالتراث

وفي الجلسة الأولى تناول الناقد السوداني عبد الله حمدنا الله مصادر ثقافة الطيب صالح، قائلا إنه كان شغوفا بالتراث العربي وخاصة الشعر، وإن هناك "شبها قويا بين (المحقق المصري البارز) محمود محمد شاكر والطيب صالح، (كلاهما متعلق) بالأدب العربي القديم فحسب والمتنبي منه على وجه الخصوص، فكل منهما متذوق جيد للشعر العربي محب لموسيقاه وللغة العربية في حد ذاتها"، مضيفا أنه أثرى معرفته باتصاله بثقافات متعددة.
 
أما الناقد المصري أحمد درويش فبدأ كلمته بقصيدة كتبها تحية "للثورة المصرية" التي تفجرت يوم 25 يناير/كانون الثاني، ونجحت يوم 11 فبراير/شباط في خلع الرئيس حسني مبارك.
 
وقال -في بحث عنوانه "النيل مكانا روائيا في كتابات الطيب صالح"- إنه "أديب النيل دون منازع، هو الوحيد الذي يستحق هذا اللقب"، مضيفا أن النيل كان محورا لمعظم أعماله منذ نشر قصته الأولى القصيرة "نخلة على جدول" عام 1953.
المصدر : رويترز