مطالبة بحماية ثروات مصر

مشاركون في ندوة مصرية يناشدون المجلس العسكري انقاذ الآثار المصرية

حمدي السكوت (وسط) وعلى يمينه زين عبد الهادي وعلى اليسار محمد الكحلاوي

بدر محمد بدر-القاهرة

شهدت أحداث العنف الأخيرة بمصر إحراق المجمع العلمي وإتلاف مقتنياته، وقد دفع ذلك علماء وخبراء وأثريين مصريين لمناشدة المجلس العسكري الحاكم وضع خطط عاجلة لوقف ما أسموه "مسلسل" إهدار ثروات مصر العلمية والأثرية.

وجاءت المناشدة في سياق ندوة عقدتها دار الكتب المصرية مساء أمس الثلاثاء تحت عنوان "دفاعاً عن المجمع العلمي المصري".

وقال رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية زين عبد الهادي إن المجمع هو معهد علمي أوقف له ملوك مصر قبل ثورة 1952 مئات من الأفدنة للإنفاق عليه، وبعد أن قامت ثورة 52 استولت على أوقافه وحولته إلى جمعية أهلية.

وأشار إلى أن مصر بها قرابة ثلاثين ألف جمعية أهلية منها خمسمائة جمعية لديها مكتبات علمية بعضها تشبه مكتبة المجمع العلمي، مضيفا أن البلاد ابتليت بحكام لا يعرفون قيمة العلم، مما ساعد على نشر ثقافة فكر الفقر وفقر الفكر، وفق تعبيره.

وأوضح عبد الهادي أن مكتبة المجمع العلمي كان يوجد بها 190 ألف مجلد، وما تم إنقاذه ونقله إلى دار الكتب قرابة أربعين ألف مجلد، منها عشرون ألفا بحالة جيدة، والباقي إما شبه محترق أو مبلل.

آلاف الكتب بالمجمع تعرضت للحرق والبلل
آلاف الكتب بالمجمع تعرضت للحرق والبلل

سرقات
من جانبه دعا محمد الكحلاوي، وهو أستاذ الآثار بجامعة القاهرة وأمين عام اتحاد الأثريين العرب، المجلس العسكري، إلى وضع خطة عاجلة لوقف نزف سرقات كنوز الآثار المصرية.

وانتقد إعلان بيت "السناري" بديلا مؤقتا للمجمع العلمي، قائلا إن بيت السناري تم ترميمه بشكل غير سليم، ولا يمكن بالتالي وضع تراث مصر في مكان مهدد بالخطر.

وكشف الكحلاوي عن تعرض مبنى المجمع العلمي للسرقة قبل الحرق، لافتا إلى أن ما تم سرقه هو عبارة عن خرائط تمس أمن مصر القومي.

وتساءل في حديث للجزيرة نت "لماذا ترك المجمع العلمي قرابة سبع ساعات يحترق مع قرب نقطة الإطفاء منه بمسافة خمسمائة متر، ولماذا جاءت طائرات الجيش لإطفاء مجلس الشورى عندما احترق قبل عامين، ولم يسمع لها صوت في حريق المجمع العلمي؟!".

يُذكر أن المجمع العلمي دشنه الفرنسيون لبحث ودراسة أحداث مصر التاريخية ومرافقها الصناعية وعواملها الطبيعية، فضلا عن إبداء الرأي حول استشارات قادة الحملة الفرنسية، ونتج عن هذه الدراسة كتاب "وصف مصر" وأقام المجمع في فترة وجيزة مطبعة عربية وأخرى فرنسية، وأنشأ جريدتين فرنسيتين: واحدة سياسية وأخرى علمية اقتصادية.

ولدى مغادرة الفرنسيين مصر عام 1801 توقف نشاط المجمع، وتبقى جانب من مقره القديم، وهو منزل إبراهيم كتخدا الملقب بالسناري، وأعاد والي مصر محمد سعيد باشا في مايو/ أيار 1856 تأسيسه مرة أخرى بمدينة الإسكندرية وضم العديد من أعضاء المجمع القديم.

مكتبة المجمع تضم مخطوطات نادرة وأطالس أبرزها أطلس عن فنون الهند القديمة وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا مكتوب عام 1752

منارة علمية
وفي عام 1880 انتقل المجمع إلى القاهرة، وبدأ تنتظم أنشطته، ويلقي فيه علماء مصريون وأجانب محاضرات علمية، وتضم أقسام المجمع 150 عضوا يتوزعون بنسبة خمسين عضوا عاملا وخمسين مراسلا بعضهم من مصر وخمسين منتسبا من الخارج.

وتضم مكتبة المجمع مخطوطات نادرة وأطالس أبرزها أطلس عن فنون الهند القديمة وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا مكتوب عام 1752، وأطلس ألماني عن مصر وإثيوبيا يعود إلى عام 1842، وأطلس ليسوس وهو ليس له نظير في العالم، وكان يمتلكه والي مصر محمد علي باشا.

وقام مركز معلومات مجلس الوزراء بتسجيل هذه الكتب النادرة على الحاسب الآلي، ويتبادل المجمع مجلته السنوية ومطبوعاته مع 140 مؤسسة علمية دولية.

المصدر : الجزيرة