"الباتيك" فن الرسم على القماش

الباتيك فن الرسم على القماش محمود العدم-كوالالمبور

ملابس مصنوعة وفقا لفن الرسم على القماش "الباتيك" (الجزيرة نت)

 محمود العدم-كوالالمبور

يعتبر فن الرسم والتنقيط على القماش المغطى بالشمع أو ما يعرف محليا بـ(الباتيك) من أشهر الفنون في دول أرخبيل الملايو, وتعتبر الأقمشة والملابس المصنوعة بهذا الفن الأكثر انتشارا لدى السكان في هذا البلد.

وتعني كلمة (الباتيك) التنقيط أو الوشم، وهي كلمة مشتقة من اللغة (الجاوية) وتطلق على الفن الذي يستخدم فيه الشمع والصباغ لتزيين الأقمشة وزخرفتها.


لباس العرس المصنوع من
لباس العرس المصنوع من "الباتيك" (الجزيرة نت)

إعداده
تختار قطعة القماش التي يتم استخدامها في هذا الفن من الحرير الطبيعي أو المصنّع كما يستخدم القطن الخالص والمخلوط, بحيث تغمر بعدها في الشمع السائل، وبعدما تجف تبدأ عمليات التسطيح بإزالة بعض أجزاء الشمع بما يتناسب مع النقش المراد تصميمه.

وتستهل عملية الصباغ بالرسم والتلوين على المناطق الخالية من الشمع، وتتكرر العملية لتكوين طبقات متراكبة من الشمع على القماش، بينما تتم الزخرفة بلون مختلف في كل مرة.

ويستخدم للعملية خليط شمع النحل وشمع البرافين, حيث يفيد شمع النحل في ثبات الخليط على القماش, بينما يفيد شمع البرافين في عملية التسطيح. وترسم خطوط الألوان الدقيقة على القماش باستعمال إبرة منحنية, مجهزة بمقبض خشبي مع كأس معدني صغير ذي ميزاب صغير تنزل منه الصباغ على المناطق المفرغة من الشمع.

وبعد الانتهاء من عملية الرسم والحصول على الزخرفة المطلوبة, يتم كشط الشمع وتعريض قطعة القماش للحرارة وغسلها بحيث تذوب بقايا الشمع وتظهر الألوان والزخرفة على القطعة بشكلها النهائي.


أنماطه
ولا تنفذ أنماط الزخرفة على القماش بشكل عشوائي وإنما لكل قطعة شكل زخرفي معين, ولكل منها معانٍ رمزية تعود للمكان الذي تتم فيه عملية التصنيع.

ويقدر عدد الأنماط الزخرفية المسجلة بنحو ثلاثة آلاف نمط, يمثل بعضها قصصا وملاحم تاريخية، مستوحاة من الثقافة في أرخبيل الملايو القديمة, وتحافظ كل دولة على طابع خاص لها في زخرفة، بحيث يمكن للخبير المتفحص أن يميز بسهولة بين (الباتيك) الماليزي ونظيره في إندونيسيا, حيث لكل منها خصائصه وميزاته.

يشار إلى أن منظمة اليونسكو قامت بإضافة (الباتيك الإندونيسي) إلى قائمة التراث الثقافي العالمي في العام 2009.

فن الباتيك امتد ليشمل الستائر والجداريات (الجزيرة نت)
فن الباتيك امتد ليشمل الستائر والجداريات (الجزيرة نت)

ويقول الاستشاري في معهد الفنون الماليزية المصمم شمس الدين بن أبي بكر إن فن الباتيك كان يستخدم للنقش على قماش الملابس من الحرير فقط, لكنه توسع ليشمل كل أنواع الأقمشة بما فيها أقمشة الستائر والمفروشات وتغليف الجلود والحقائب وغيرها.

وأضاف شمس الدين في حديثه للجزيرة نت -على هامش مؤتمر ومعرض للباتيك في كوالالمبور- أن استخدامات الباتيك توسعت لتشمل الجداريات الضخمة واللوحات الفنية, كما أنها دخلت في صناعة المنحوتات والتحف والقطع الفنية التقليدية الأخرى.


قيمته
ويوجد نوعان من الباتيك أحدهما "التوليس" وهو النوع التقليدي الذي يتم رسمه يدويا، وهو أغلى ثمنا من النوع الآخر الذي يسمى "الكاب" وتتم طباعته بواسطة قوالب جاهزة.

ويقدر ثمن قطع الباتيك التقليدي من القمصان أو الفساتين بمئات الدولارات, وكان يقتصر لبسه في الماضي على الأغنياء والنبلاء لغلاء أسعاره, لكن مع دخول صناعة القوالب الجاهزة أمكن لعامة الناس شراؤه.

وخصصت إندونيسيا يوما في العام لدعوة المواطنين لارتداء الباتيك, أما في ماليزيا فلا يسمح بدخول مبني البرلمان إلا لمن يرتدي الزي الرسمي أو التقليدي من الباتيك وغيره, كما تخصص مؤتمرات ومهرجانات عامة للاحتفاء به كرمز للثقافة الإندونيسية والملايوية.

المصدر : الجزيرة