ميدان يجسد أشعار درويش برام الله

محمود درويش في آخر زيارة له لحيفا عام 2007

محمود درويش في زيارة له لحيفا عام 2007 (الجزيرة-أرشيف)
محمود درويش في زيارة له لحيفا عام 2007 (الجزيرة-أرشيف)

احتفل الفلسطينيون في مدينة رام الله بالضفة الغربية بافتتاح ميدان يحمل اسم الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، ويجسد معالم أشعاره بما فيه من نافورة ماء وألواح زجاجية وجداريه لقصيدة (سقط الحصان عن القصيدة).

وافتتاح الميدان في أحد أحياء رام الله الراقية بعد ثلاث سنوات من مشاركة درويش في اختيار التصميم الفائز للميدان, حين قررت رام الله على غير العادة أن تكرم شخصية مهمة في حياتها.

وكان درويش -الذي رحل بعد شهرين من مشاركته في اختيار التصميم- قال خلال مؤتمر صحفي عقد في البلدية للإعلان عن التصميم الفائز للمهندسين خليل أبو عرفة وإبراهيم يونان، "أود أن أشكر بأعمق المشاعر والعواطف مبادرة بلدية رام الله بالإقدام على شيء غير عادي في حياتنا العربية والفلسطينية، فليس من المألوف أن يكرم الأحياء".

وأضاف درويش آنذاك "هذه سابقة لا أعرف كيف أستقبلها، ولكن مكاني ليس هنا، ليس من الضروري أن أكون في هذا الحفل لأن الموتى لا يحضرون حفل تأبينهم، وما استمعت إليه اليوم هو أفضل تأبين أود أن أسمعه فيما بعد".

ورحل درويش عن عمر ناهز 67 عاما في التاسع من أغسطس/أب عام 2008، بعد إجرائه جراحة بالقلب في الولايات المتحدة الأميركية.

ويضم الميدان الذي شارك في حفل افتتاحه عدد كبير من الشخصيات الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية، ألواحا زجاجية تتراوح ارتفاعاتها بين ثلاثة وستة أمتار وسط بركة من الماء تحيط بها الأزهار.

وقال المهندس خليل أبو عرفة لرويترز خلال حفل افتتاح الميدان "فكرة تصميم الميدان مستوحاة من روح وأشعار الشاعر الكبير الراحل محمود درويش, وعكست الشفافية نفسها من خلال ألواح الزجاج المثبتة على قواعد الفولاذ، وسط الماء الذي هو على شكل نبع مرددا أبيات درويش: من جبهتي ينشق سيف الضياء، من يدي ينبع النهر".

وأضاف "حاولنا قدر الإمكان أن يعكس هذا المكان روح الشاعر وشفافيته وبعض أشعاره التي كتبها تعبيرا عن حبه للوطن والشعب".

واختار الفنان التشكيلي مازن سعادة إقامة ثلاث جداريات حول قصيدة (سقط الحصان عن القصيدة)، وتحمل الجدارية الوسطى كلمات القصيدة كما كتبها الشاعر بخط يده، وإلى جانبها على الجهة اليسرى جدارية تحمل مجسما للحصان مشكلة من الخزف، وعلى الجهة الأخرى مجسم لمجموعة من النساء الجليليات الواردة قصتهن في القصيدة.

وقال سعادة لرويترز "استمر العمل في هذه الجداريات ثلاث سنوات، وجاءت لتكون لوحة فنية منسجمة تماما مع الميدان، فكانت جزءا اعتمده مصمما الميدان، ومن يقرأ القصيدة يشاهداها في اللوحتين المصنوعتين من الخزف".

وألقيت في الاحتفال العديد من الكلمات التي أكدت على أهمية ودور كلمات درويش كاتب إعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988, الذي يستعد الفلسطينيون لافتتاح متحف له في 13 مارس/آذار المقبل على تلة في رام الله تشرف على مدينة القدس، ويضم المتحف ضريحه علاوة على مكتبة وحديقة، ويوافق هذا التاريخ يوم ميلاده الذي يحتفل به الفلسطينيون كيوم للثقافة الفلسطينية.

المصدر : رويترز