السدو الإماراتي ضمن التراث العالمي

اليونسكو تدرج "السدو: مهارات النسيج التقليدية في دولة الإمارات" ضمن قائمة التراث غير المادي للبشرية

السدو من أشكال النسيج الذي تقوم به المرأة في المجتمعات الريفية بالإمارات (الجزيرة نت)السدو من أشكال النسيج الذي تقوم به المرأة في المجتمعات الريفية بالإمارات (الجزيرة نت)

تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة من تسجيل مهارات النسيج التقليدية المعروفة لديها باسم "السدو" في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي، وذلك خلال الاجتماع السادس للجنة الدولية الحكومية للدول الأطراف في اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، المنعقد في جزيرة بالي الإندونيسية.

وأعلن رئيس هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عن نجاح جهود تسجيل مهارات "السدو" في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى "صون عاجل".

وأكد طحنون أن هذه الخطوة من شأنها المساهمة في تعزيز استمرارية هذه الحرفة التراثية وتسليط الضوء على التراث المعنوي لدولة الإمارات، وتشجيع التنوع الثقافي والإبداع البشري والحوار بين الحضارات.

من أدوات حياكة السدو (الجزيرة نت)
من أدوات حياكة السدو (الجزيرة نت)

صون التراث
في المقابل، قالت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا إنه "يحق لكل دولة يتم تسجيل تراثها في اليونسكو أن تفخر بذلك كثيرا"، معللة ذلك بأن تسجيل التراث يدعم هوية مواطني الدولة، حيث إن التراث المعنوي هو فخر الدول والمجتمعات وذلك ما يخلق الاحترام والتفاهم بين الشعوب ويساعد في تحقيق التنمية المستدامة، على حد قولها.

وأوضحت بوكوفا أن الصون لا يعني تجميد التراث، لكنه يعني نقل المعارف والمهارات والقيم من جيل لآخر، وهذا ما تدعمه اتفاقية اليونسكو، مشيرة إلى أن التسجيل مجرد خطوة أولى ينبغي متابعتها بخطوات جادة للحفاظ على هذا التراث، وتلك مسؤولية الدولة وهيئاتها المتخصصة.

ووصفت سكرتارية اليونسكو الإمارات بأنها من أكثر الدول التزاما بالحفاظ على تراثها.

ويعد السدو شكلا من أشكال النسيج الذي تقوم به المرأة في المجتمعات الريفية في دولة الإمارات وذلك لإنتاج إكسسوارات الزينة للإبل والخيول، حيث يقوم رجال البدو بجز صوف الخراف والإبل والماعز، ثم ينظف الصوف لتقوم النساء بإعداده.

بعدها يتم غزل خيوط الصوف على مغزل، ثم يصبغ وينسج على النول باستخدام طريقة النسج السائدة، وتوجد ألوان متنوعة كالأسود والأبيض والبني والأحمر.. وذلك بالإضافة إلى وجود تصميمات هندسية مميزة عند غزل الصوف.

ثم يتجمع النساجون في مجموعات صغيرة ويقومون بالغزل والنسج وتبادل أخبار العائلات، وفي بعض الأحيان يقومون بالإنشاد أو قراءة الشعر.

وتعد هذه الاجتماعات بمثابة الوسائل التقليدية للتعليم والمحاكاة، حيث تتعلم الفتيات بالمشاهدة، ثم يتلقين بعد ذلك بعض المهام للقيام بها، مثل فرز الصوف، قبل أن يتعلمن المزيد من المهارات المعقدة.

المصدر : الجزيرة