سميح شقير: رفضت تغيير نهجي

الفنان سميح شقير

سميح شقير أثناء أداء أحد أعماله الفنية (الجزيرة نت)

أحمد الشريقي-الدوحة

اعتبر الفنان السوري الملتزم سميح شقير أن الثورة السورية أعادت الاعتبار لأغنية المقاومة، وأبدى سعادته لأنه "لم يستمع لنصائح كثيرين باختيار خط  غنائي آخر يبتعد عن النشيد الذي يمجد الثائرين وينأى عن هموم الناس وقضاياهم".
 
وقال شقير في حوار أجرته معه الجزيرة نت في الدوحة أثناء مشاركته قبل أيام في أوبريت الحرية بمناسبة مرور 15 عاما على تأسيس الجزيرة "إن التاريخ يعيد الاعتبار لعمل كان من الممكن أن يصبح لا معقوليا في ظل وضع عربي كان متهاويا".

الموقف من

شقير: القمع راكم طبقات خوف سميكة من الآلة الأمنية 
شقير: القمع راكم طبقات خوف سميكة من الآلة الأمنية 

النظام
وجدد صاحب "زهر الرمان" و"قيثارتان" وغيرهما من الأغاني الملتزمة موقفه من النظام السوري باعتباره "خائنا"، وهو ما حملته أغنيته الأخيرة "يا حيف", موضحا أن وصفه للنظام بالخيانة مبرر، فهو التعبير الحقيقي لنظام قمعي يصر على قتل شعبه.

وانتقد شقير موقف بعض المثقفين السوريين المتخاذل بانحيازهم للنظام. لكنه استدرك قائلا "لا أريد أن أظلم المثقف السوري وأرى أن أنصف الذين تقدموا الصفوف للتعبير عن الحس الجديد الرافض للاستعباد"، مشيرا إلى "أن أربعين عاما من القمع والاستبداد والتخويف في سوريا راكمت طبقات خوف سميكة من مواجهة الآلة الأمنية".

ولفت إلى أن المثقفين يؤثرون الصمت وربما يخافون أكثر من غيرهم لأنهم معروفون، وبالتالي يمكن أن تطولهم بسهولة يد الأمن.

وأكد أن ما يجري في سوريا حالة شعبية حقيقية رافضة وليس كما يصورها النظام بأنها حالة يحركها قطاع طرق وغوغائيون وعصابات مسلحة.

الحنين لسوريا
وعبر الفنان السوري -الذي يقيم حاليا في باريس- عن حنين جارف لوطنه، وقال إنه لم يتعود على البقاء خارجه مدة طويلة، وإنه يشعر بذلك الحنين مع أنه لم يمض على تركه سوريا وقت طويل.

وتابع "أكثر من ذلك، يستبد بي الحنين ليس لقريتي فقط، بل أيضا الحنين لاستعادة العلاقة مع قرى وشوارع عديدة وأمكنة كثيرة في الوطن".

وتابع أن جغرافية المكان خلقت مع هذه الأحداث نسيجا من الذاكرة الجديدة الممتلئة بالتعبير العالي، كما في سوريا الآن، قائلا إن الثورة في سوريا جعلت منها مكانا للحنين بالنسبة له.

رددت على من نصحني بتغيير نهجي الملتزم بأن أغانيّ رسالة عدالة يجب أن أكملها وهدفي أن ترتفع سقوف الحرية

خيار المقاومة
وحول تمسكه بخيار الأغنية المقاومة, قال سميح شقير -الذي بدأ تجربته الغنائية في 1982- إنه تلقى نصائح كثير من الأصدقاء لتغيير نهجه الملتزم.

لكنه رد -كما قال للجزيرة نت- بأن أغانيه رسالة عدالة يجب أن يكملها، مؤكدا أنه يقف حيث يقف الناس، وأن غناءه يهدف إلى "أن ترتفع سقوف الحرية".

وعن توجهه في ألبومه "قيثارتان" إلى أغنية التفاصيل الإنسانية ومحاولته الابتعاد عن "أغنية الشعار", قال الفنان السوري إن "حجم الأزمات والحروب جعلنا في مواجهة مع ذلك الواقع الذي كان يحتاج منا كل ذلك الصخب وكلمات كبيرة أيضا".

وأضاف "في لحظة ما بدأنا بالالتفات لورود الروح الإنسانية والعشق بأسراره وكل ما يعكس إنسانيتنا".

وعن تراجع كثير من مغني المقاومة عن نهجهم، اعتبر سميح شقير أن "للآخرين خياراتهم", لافتا إلى أن ما يهمه هو العمل مع الجميع على الدفاع عن جمال الكائن الإنساني.

وجه أمي
وعن علاقته الحميمة بأمه التي تعاني على فراش المرض، قال صاحب ديوان "نجمة واحدة" إنه لا يستكمل انطباعه عن عمل يقوم به ما لم ير أثره في وجه أمه وتعابيره، وإن أغلى ردود الفعل على أي من أعماله الفنية حين ينعكس في ذلك العمل في وجهها.

الشعب السوري هو ضامن الحقوق العربية وليس النظام، وهذا الشعب هو من أسقط كثيرا من الأحلاف وصمد في أوقات عصيبة كثيرة

وقال أيضا إنه يحب كثيرا آراءها وانفعالاتها، ويتقين حين تعجب جدا بعمله، مضيفا أنه "إذا كان هناك ما هو خاص وجميل فبالتأكيد هذه العلاقة الرائعة مع أمي".

الجولان أقرب
واعتبر سميح شقير أن الجولان اليوم أقرب للتحرير من أي وقت مضى بسبب اشتعال الثورة في سوريا.

ولاحظ أن الشعب السوري هو ضامن الحقوق العربية وليس النظام، وأن ذلك الشعب هو من أسقط كثيرا من الأحلاف وصمد في وجه الكثير من الأوقات العصيبة.

وقال سميح شقير "اليوم باستعادته لهذا الدور التاريخي, يؤكد (الشعب السوري) أن الجولان والحقوق العربية أقرب.

المصدر : الجزيرة