غياب النقد يضعف المسرح العربي

مخلد الزيودي يتوسط العمانية عزة القصاني والمصري حمدي الجابري

مخلد الزيودي يتوسط العمانية عزة القصاني والمصري حمدي الجابري (الجزيرة نت)

توفيق عابد-عمان

أكد مسرحيون عرب أنه بدون نقد تطبيقي سيظل المسرح العربي متخلفا لأجيال قادمة وقالوا إن معظم ما يكتب، لا يعدو أن يكون نقدا أدبيا أو صحفيا انطباعيا لا يخدم العرض المسرحي.

جاء ذلك  في ندوة "مسرح المستقبل.. تغيرات وتصورات" التي عقدت "ضمن فعاليات مهرجان المسرح الأردني أمس الأربعاء، حيث نبه عدد من المشاركين إلى أن المسرح العربي لم يتنبه ولم يستشرف الحراك نحو الحرية والعدالة ومحاربة الفساد والمفسدين.

وفي بداية الندوة تساءل الشاعر والروائي مخلد الزيودي" لماذا أخذ الشارع العربي زمام المبادرة من أجل تغيير واقعه المعيش ليكشف حجم الهوة الواسعة بين النخب المنتجة للثقافة ومتلقيها؟ وهل تجاوز الشارع العربي على النخب الثقافية وتركها وراءه؟ وهل يعتذر المثقفون والفنانون العرب للشارع العربي؟

ومن الأسئلة التي طرحها الزيودي أيضا "هل المثقفون بحاجة لإعادة النظر في كل ما قدموه للمتلقي العربي، وهذا يذكرنا بموقفهم بعد هزيمة حزيران 67؟ وهل للمثقف حق الادعاء بأن الربيع العربي نتيجة لما قدمه عبر 40 عاما خلت أم أن الشارع العربي انتظر 40 عاما وراهن على السياسي والمثقف فخذلوه فثأر لنفسه؟"

جانب من حضور ندوة مسرح المستقبل
جانب من حضور ندوة مسرح المستقبل

الإعلام
أما الناقدة المسرحية العمانية عزة القصابي من سلطنة عمان فرأت أن وسائل الإعلام تقوم بدورين، الأول تكوين علاقة سلبية تسعى لتهميش المسرح من خلال دورها غير النزيه في التعاطي مع النتاج المسرحي، وآخر محايد بتقديم قراءة انطباعية قائمة على الترويج للعروض المسرحية.

وفي ورقة لها بعنوان "المسرح والإعلام في الربيع العربي" طالبت بأن يقوم المسرح بدوره الحقيقي في ظل الثورات العربية الأخيرة بعد أن قمعته السلطات وشحن المشاهد بالجرعات السياسية التي يمكن أن تصنع منه ماردا يثور في وجه الأنظمة القمعية.

ورأت أن الرؤية المستقبلية للعروض بعد الربيع العربي يجب أن تكون قادرة على استيعاب هموم وتطلعات الإنسان بصورة أكبر.

أما الناقد المصري حمدي الجابري فرأى أن النقاد هم وسطاء الأدب من الدارسين والمعلمين والصحفيين وأنهم ناشرو الثقافة وناقلوها وليسوا مبدعيها شريطة أن يكونوا قادرين على ابتعاث الحياة في النص والغوص في الأعماق وعادلين ومتجردين من الهوى حياديين في إصدار أحكامهم.

تحديات

المخرج الأردني فراس الريموني
المخرج الأردني فراس الريموني

من جانبه قال المخرج الأردني فراس الريموني إن التحديات تكمن في مؤسسات المجتمع المدني البعيدة عن دعم عروضنا المسرحية، ففي دول العالم هناك هامش مالي لدعم الثقافة لترسيخ هوية المكان.

وحث الدولة الأردنية على وضع الفن ضمن إستراتيجيتها بوضوح، وليس خجولا ولا تترك العبء على وزارة الثقافة.

وطالب نقابة الفنانين المعنية بحماية المهنة بالتحرك في دائرة فعل التغيير بعيدا عن مجاملات الحكومة "هذا زمن التغيير وأخذ الحقوق وعلى المثقف قيادة نبض الشارع منعا للفوضى".

وفي حديث للجزيرة نت رأى المخرج وأستاذ التمثيل في أكاديمية الفنون بالقاهرة هناء عبد الفتاح أن المسرحيات التي قدمت بعد ثورة 25 يناير في ميدان التحرير لا ترقى إلى الوجود الحر والبحث عن الديمقراطية والحرية وتغيير الوضع، فكلها عبارة عن صور مشوهة تتخذ الشعار والمباشرة للتعبير عن ثورة الشباب وقدمتهم كبيان "منافيستو" يحوي شعارات جوفاء.

ولفت إلى وجود اتجاه من الشباب المخرجين، ورأى أن المسرح بدأ بوجودهم وما قبلهم انتهى، ووصف هذا التوجه بأنه إلغاء للآخر، فليس كل ما قدم قبل ثورة 25 يناير سيئا ولا سلبيا.

وقال "إذا كانت هناك أخطاء لبعض الفنانين الذين تسرعوا أو سارعوا في إبداء نقدهم للثورة لأنهم لم يكونوا على مستوى نضج اللحظة التاريخية في تاريخ الثورات العربية، فلا يجوز شطب تاريخهم.

المصدر : الجزيرة