مؤسسة للتراث الموسيقي العربي بلبنان

قصار يشغل مسجلا قديما في المؤسسة.

كمال قصار يشغل قارئ أسطوانات قديما يحتفظ به في مؤسسته (الجزيرة نت) 

نقولا طعمة-بيروت

جسد اللبناني كمال القصار شغفه الكبير بالموسيقى الكلاسيكية العربية، بإحداث "مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية" التي تحتوي على أكثر من خمسة آلاف أسطوانة سجلت بين أعوام ١٩٠٣ وثلاثينيات القرن الماضي، كما تتضمن نحو ستة آلاف ساعة من التسجيلات السمعية.

وخصص قصار -الذي تابع دراسة الموسيقى في المعهد الوطني اللبناني (الكونسرفاتوار) رغم أنه محام- مبنى للمؤسسة في بلدتة "القرنة الحمراء" في قضاء المتن بجبل لبنان، وجهزه بأحدث التقنيات المعتمدة في جامعات الولايات المتحدة، لتوثيق وأرشفة مجموعته بالتقنية الرقمية، وراح يحول الأغاني التراثية النادرة إلى ملفات موسيقية بعد تنقيتها من الشوائب الصوتية التي ألحقها بها تعاقب الزمن.

 تسجيلات موسيقية قديمة ونادرة في مؤسسة قصار (الجزيرة نت)
 تسجيلات موسيقية قديمة ونادرة في مؤسسة قصار (الجزيرة نت)

تسجيلات نادرة
ويشير قصار -الذي كان شغوفا بالموسيقى منذ طفولته- في حديث للجزيرة نت إلى أن إنشاء المؤسسة كان بمساهمة باحثين في علم الموسيقى، وعلم موسيقى الشعوب، من كندا وفرنسا والولايات المتحدة وتونس ولبنان ومصر.

وذكر أنه خلال بحثه عن الأغاني التراثية، علم أن ورثة المؤرخ المصري عبد العزيز العناني ينوون بيع مكتبته الموسيقية، وتقدمت الإذاعة الإسرائيلية بمحاولة شرائها، لكن المجموعة كانت في الأخير من نصيبه.

ويضيف "مجموعة العناني أغنت مكتبتي بشكل كبير، فهي تضم ما لا يقل عن ٣٥٠٠ أسطوانة، مصنفة، وموثقة بإتقان، وكانت المرجع الأساسي للعديد من دارسي الموسيقى، ومؤلفيها".

وحسب قصار، فقد جهزت المؤسسة أعمال يوسف المنيلاوي الكاملة على أقراص مدمجة، وهي تتبع الأسلوب نفسه مع مطربين آخرين، كما أصدرت كتيبا تضمن أسماء، ونبذة عن حياة العديد من المطربين مثل: أبو العلا محمد، ومنيرة المهدية، وزكي مراد، وفتحية أحمد، وداود حسني، والشيخ سلامة حجازي، وكذلك أسماء أكثر رواجا كأم كلثوم، وزكريا أحمد، وسيد درويش، وصالح عبد الحي.

قصار يعرض وساما وشهادة تقدير حصل عليها من مصر (الجزيرة نت)
قصار يعرض وساما وشهادة تقدير حصل عليها من مصر (الجزيرة نت)

حفظ التراث
ويشير قصار إلى أن "هدف المؤسسة هو حفظ الرصيد المسجل والمدون لتراث الموسيقى العربية، ودعم البحث الأكاديمي والتوثيق العلمي له، والسعي إلى نشره بمختلف الوسائط".

وعن الطرق التي تعتمدها المؤسسة لتشجيع الفن الكلاسيكي العربي، قال القصار "نتبع ثلاث تقنيات، تنظيم المؤتمرات والندوات وإعداد أقراص مدمجة مع منشورات، وتنظيم العروض الموسيقية، وتأسيس إذاعة عبر موقعنا الإلكتروني تتيح لمن يرغب متابعة الموسيقى التي نبثها من مكتبتنا".

وتؤكد الفنانة المغربية فدوى المالكي -التي حضرت إلى لبنان للمشاركة في حفل ستقيمه المؤسسة بمناسبة الذكرى المئوية للمطرب يوسف المنيلاوي- للجزيرة نت أن المؤسسة "عمل عظيم، حيث يجمع قصار التراث الموسيقي ويحفظه بعيدا عن حب الشهرة والاستفادة المادية، وتعتبر مكتبته أكبر مكتبة عربية لحفظ التراث الموسيقي، وتؤمن التفاعل الثقافي الفني بين المهتمين بهذا التراث".

يذكر أن قصار حصل مؤخرا على وسام وشهادة تقدير من "المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية بمصر".

المصدر : الجزيرة