فرانكفورت تحتفي بخير جليس

صورة من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب ويبدو ركن الجزيرة

جانب من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب وعن اليسار يبدو ركن الجزيرة (الجزيرة نت)

عثمان كباشي-فرانكفورت

في كل عام اعتادت فرانكفورت المدينة الألمانية النشطة تجاريا أن تستقبل زوارا من نوع خاص يأتون من أنحاء الدنيا الأربعة لحضور حدث فريد من نوعه هو الاحتفال بخير جليس، وذلك في معرضها الشهير الذي حمل اسم المدينة منذ القرن الخامس عشر الميلادي، معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، أو (بوخ ميسه) كما يحلو لأهل البلاد أن يسموه.

بدأت علاقة المدينة المحبة للكتاب بهذه التظاهرة الثقافية العالمية في أعقاب اختراع يوحنا جوتنبرغ للطباعة في العام 1448 في مدينة ماينز القريبة.

ومنذ ذلك التاريخ ظلت فرانكفورت تمثل ودون منازع المدينة الأوروبية الأشهر في مجال معارض الكتب، وظلت على ذلك المنوال حتى القرن السابع عشر الميلادي حين تسلمت منها راية خدمة الكتاب مدينة لايبزيغ في القرن الثامن عشر.

لكن الفرصة واتت فرانكفورت مرة أخرى وعادت لتضطلع بالدور القديم في أعقاب الحرب العالمية الثانية، فقد وفد أكثر من 200 ألماني ممن يعملون في صناعة الكتاب إلى المدينة وأحيوا المعرض القديم في سبتمبر/أيلول 1949 ليستمر منذ ذلك التاريخ حتى اليوم وبتألق جديد في كل عام.

8000 دار نشر تشارك في المعرض هذا العام (الجزيرة نت)
8000 دار نشر تشارك في المعرض هذا العام (الجزيرة نت)

8000 دار نشر
معرض هذا العام الذي افتتح الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري ويستمر حتى 16 من الشهر نفسه، تشارك فيه قرابة 8000 دار نشر ومكتبة أو لها علاقة مباشرة بالنشر أو ما يخص الكلمة عموما.

وهؤلاء بالطبع يتبعهم آخرون، مثل مؤسسات الإعلام، شركات الإنتاج السينمائي والمختصون بألعاب الفيديو. وهنا تجدر الإشارة إلى أن شعار المعرض لهذا العام هو (فكر جديد)، وهو ما بدا اعترافا بسلطة وأهمية التوجه الرقمي والتقنيات المبتكرة الذي بات ظاهرا في كل مناحي حياة الناس اليوم.

ضيف الشرف لهذا العام هي آيسلندا هذه الدولة الأوروبية الصغيرة من حيث المساحة وعدد السكان (أقل من 400 ألف)، لكن ما أهلها لتنال هذا الشرف ميزة لا تتوفر للكثيرين خاصة في بلدان العالم العربي، فأهل آيسلندا قارئون من الطراز الأول يريحهم ملمس الورق ويأسرهم عبق الحبر حتى يقتني الواحد منهم ثمانية كتب في العام، ويؤسس الكثيرون منهم مكتبات خاصة يشرعون أبواب أبنيتها لكل طالب معرفة.

جوائز وأدباء
يعطي المعرض هذا العام أهمية خاصة للأدب، حيث سيكشف النقاب عن عدد من الإصدارات والأعمال الجديدة لدور نشر مختلفة، كما ستشهد أروقة المعرض العديد من النقاشات والحوارات بين المهتمين بهذا المجال.

الشاعر السويدي توماس ترانسترومر يتوقع أن يطل على جمهور المعرض (الفرنسية-أرشيف)
الشاعر السويدي توماس ترانسترومر يتوقع أن يطل على جمهور المعرض (الفرنسية-أرشيف)

وينتظر أيضا منح عدد من الجوائز للأعمال المميزة، إذ سيمنح الاتحاد الألماني لتجارة الكتب جائزة خاصة  لأفضل رواية كتبت باللغة الألمانية، كما سيمنح جائزة السلام للكاتب الجزائري بوعلام صنصال.

ومن الوجوه المتوقع إطلالتها على جمهور المعرض الشاعر السويدي توماس ترانسترومر الحائز على جائزة نوبل للأدب لهذا العام، والكاتب الإيطالي أمبرتو إيكو صاحب رواية (اسم الوردة) التي يقول كاتبها إنها ترجمت لأكثر من 30 لغة ووزعت منها 15 ألف نسخة، والبيروفي ماريو فارغاس يوسا.

الآن وبعد أكثر من 60 عاما من تلك الانطلاقة الجديدة للمعرض لا تزال المدينة تزهو بمعرضها الذي لا يزال هو الآخر متربعا على شهرته وحائزا على المكانة الأبرز عالميا فيما يتصل بصناعة الكتاب، وما يخص الأنشطة الأخرى ذات الصلة القريبة أو البعيدة بالكتاب.

المصدر : الجزيرة