السينما المغربية في دوامة القرصنة

r_Moroccan actors and directors stage a demonstration on the red carpet at the Marrakech Film Festival 13 December 2007, to protest the closure of cinema halls in

تجمع احتجاجي لفنانين مغاربة يطالبون فيه بحماية السينما المغربية (رويترز)
تجمع احتجاجي لفنانين مغاربة يطالبون فيه بحماية السينما المغربية (رويترز)

تعاني السينما المغربية من مشاكل جمة أبرزها مشاكل التوزيع والتناقص الكبير في عدد قاعات العرض التي وصل مجموعها إلى خمسين قاعة فحسب، تعاني جلها من قدم تجهيزاتها وتقلص عدد روادها، إضافة إلى مشكلة القرصنة المنتشرة على نحو واسع، والمعوقات التقليدية مثل مزاحمة التلفزيون والإنترنت لقاعات السينما.

وبحسب إحصائية للمركز السينمائي المغربي، كان المغرب في مطلع ثمانينيات القرن الماضي يضم أربعين شركة توزيع، في حين تجتذب القاعات نحو أربعين مليون مشاهد سنويا. أما حاليا فقد تراجع العدد إلى أربع شركات لتوزيع الأفلام، بينما انحسر عدد المشاهدين إلى أقل من مائة ألف مشاهد في العام الواحد.

وبعدما كان يوزع 350 فيلما سنويا، بات المغرب يوزع مائة فيلم فقط تحتل من بينها السينما الأميركية المركز الأول، وبينما كان المركز الثاني في المغرب محجوزا للأفلام الهندية في الثمانينيات والتسعينيات، لا يوزع اليوم سوى فيلم هندي واحد في العام.

كما يعاني توزيع الأفلام في المغرب من مشكلة القرصنة المنتشرة على نطاق واسع، فضلا عن مزاحمة وسائل الاتصال الجماهيرية كالتلفزيون والإنترنت لقاعات السينما، بحيث يفضل عدد كبير اللجوء إلى هاتين الوسيلتين بدلا من ارتياد القاعات.

 عدد قاعات السينما في المغرب تراجع إلى خمسين قاعة في الوقت الحالي
 عدد قاعات السينما في المغرب تراجع إلى خمسين قاعة في الوقت الحالي

أفلام في كل مكان
وفي المغرب بإمكان أي شخص أن يشتري بقيمة خمسة دراهم مغربية (نحو نصف دولار) آخر وأهم الإصدارات السينمائية الأميركية والعالمية وحتى العربية منها، لذا يقبل كثيرون على ذلك وبات ذهابهم إلى السينما نادرا أو معدوما.

وتباع أقراص الأفلام المقرصنة في كل مكان، لدى البقال ومصفف الشعر وفي الأندية الرياضية وفي بعض المقاهي حيث يدخل باعة متجولون ليعرضوا على المرتادين أشرطتهم بشكل دوري وعادي. كما يكثر باعتها في الشوارع، حيث تحولت هذه التجارة الرائجة إلى مصدر رزق للكثيرين.

ويؤكد الموزع السينمائي نجيب بنكيران -الذي يوزع الأفلام المغربية منذ الثمانينيات- أن "توزيع الأفلام يعاني من مشاكل كبيرة، فإضافة إلى مشاكل مزاحمة الإنترنت والتلفزيون والقرصنة، يساهم عدم قيام أصحاب القاعات بصيانتها وتجهيزها في إبعاد الجمهور عنها".

ويضيف أن "القاعات موضوعة اليوم أمام تحدي التجهيز الرقمي الذي تتحول إليه السينما العالمية تدريجيا، وكلفة ذلك مرتفعة جدا"، لكنه يرى أن أكبر مشكلة تواجه الموزع حاليا هي مشكلة تقلص القاعات مما يؤدي إلى انكماش السوق.

ويقول بنكيران "أفكر في توزيع فيلم المخرجة اللبنانية نادين لبكي "وهلأ لوين؟"، لكن التوزيع لم يعد مسألة مربحة لنا.. يمكننا إطلاق فيلم في ثلاث قاعات فقط في الدار البيضاء وقاعتين في الرباط وقاعة واحدة في طنجة، إلا أننا قد نجد الفيلم مقرصنا في السوق قبل خروجه إلى القاعات".

ويضيف "عندما نوزع عملا ما نراهن على استمراريته في القاعات لمدة ثمانية أسابيع مثلا، ولو خرج في المجمع المكون من 12 قاعة في الدار البيضاء، فهو يعرض في قاعة واحدة فقط".

وعن توزيعه للأفلام المغربية اليوم في وقت ارتفع فيه إنتاج السينما المغربية ليصل إلى متوسط 15 فيلما سنويا، يؤكد بنكيران أنه كموزع لا يستطيع توزيع أكثر من خمسة أفلام مغربية في العام داخل المغرب.

المصدر : الفرنسية