إسرائيل تلاحق مجددا فيلم جنين

اجتماع فنانين وسياسيين من فلسطينيي الداخل في بيت الفنان محمد بكري
 فنانون وسياسيون تضامنوا مع الفنان بكري (الجزيرة نت)

وديع عواودة-حيفا
 
استنكر فنانون ومثقفون داخل أراضي 48 تجديد مقاضاة الفنان محمد بكري على فيلمه "جنين جنين" معتبرين أن ذلك بمثابة حرب على الثقافة الإنسانية التقدمية.
 
ودعا أولئك المثقفون نظراءهم الإسرائيليين للكف عن صمتهم مضيفين أن تلك المحاكمة تهدف لطمس الضمير الإنساني.
 
ومن المقرر أن تنظر المحكمة الإسرائيلية العليا في الـ19 من الشهر الجاري في التماس تقدم به خمسة من جنود الاحتلال الإسرائيلي ضد الممثل محمد بكري وفيلمه "جنين جنين".
 
وينسب الملتمسون للفنان بكري تهمة القذف والتشهير، ويطالبون بتعويض مالي يصل إلى أكثر من 2.5 مليون شيكل.
 
ووثق بكري في الفيلم الذي أخرجه وأنتجه، ملامح ونتائج اجتياح مخيم جنين من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوان "الجدار الواقي" على الضفة الغربية عام 2002.
 
يشار إلى أن الرقابة العسكرية في إسرائيل منعت وقتها عرض الفيلم حتى تدخلت المحكمة العليا بعد سنتين من المنع وسمحت بعرضه لكن دور السينما الإسرائيلية ما زالت تقاطعه.
 
عنصرية
وذكر الفنانون والمثقفون الفلسطينيون في بيان أن ملاحقة الفنان بكري تأتي في إطار أجواء عنصرية متزايدة يوميا ضد المواطنين العرب، وتتزامن مع الفتاوى الحاخامية الظلامية ومع تقنين الكنيست للعنصرية وعمله الدؤوب على كم الأفواه وغيرها من الملاحقات السياسية لقادة فلسطينيي الداخل.
 
بكري اعتبر أن محاكمته ذات طابع سياسي (الجزيرة نت)
بكري اعتبر أن محاكمته ذات طابع سياسي (الجزيرة نت)

وأضاف البيان "تأتي محاكمة الفنان السينمائي والمسرحي محمد بكري لتؤكد لقطاعات واسعة من شعب هذه البلاد أن إسرائيل حبلى الأبرتايد".

 
وقال الفنانون والكتاب الفلسطينيون إن المحاكمة تأتي عقابا للفنان العالمي على إخلاصه لفنه وحبه للإنسانية ودفاعه عن المظلومين والمقهورين، ولأنه حمل المرآة التي عكست الوجه الحقيقي القبيح للاحتلال وللحرب.
 
وأشار البيان إلى أن "المحاكمة تهدف لمطس الضمير الإنساني ومحاصرة القوى التقدمية وإعلان الحرب على الثقافة الإنسانية وخنق الرواية الفلسطينية التي تقض مضاجع الاحتلال".

 
ارفعوا أصواتكم
وناشد البيان المبدعين والمفكرين التقدميين والعقلانيين الإسرائيليين أن يتحركوا لإلغاء هذه المحاكمة، وإنقاذ ما تبقّى من الديمقراطية وحرية الفكر والقول والإبداع في هذه البلاد.
 
واختتم بالقول "إننا ننظر بقلق شديد لخطورة هذه الأوضاع، اليوم يحاكمون بكري وغدا سوف يحاكمونك، فارفعوا أصواتكم".
 
وكانت مجموعة مثقفين وسياسيين قد زارت بكري في بيته تضامنا معه في ظل استمرار ملاحقته منذ أنتج فيلمه "جنين جنين" عام 2002.
 

"
سميح القاسم
حالة فقدان الصواب الإسرائيلية مؤشر على ضعف المجتمع الإسرائيلي سيكولوجيا وفقدانه لثقته بنفسه
"

وأشار بكري إلى أن الجنود الخمسة الذين تقدموا بالدعوى للمحكمة لم يظهروا في فيلمه، مؤكدا أنه يلاحق سياسيا بعدما فضح الممارسات الصهيونية عند اجتياح مخيم جنين في عدوان "الجدار الواقي".

 
ويوضح بكري أنه قام بأعمال سينمائية عن مذبحة الأرمن والأكراد واليهود، ولم يحاكم عليها قائلا "أنا مع كل أقلية مضطهدة، أنا مع كل الناس المسحوقين في كل بقاع الأرض هكذا تربيت وهكذا سأبقى".
 
ومن جهته اعتبر الشاعر سميح القاسم، أحد الموقعين على البيان، أن المرحلة الراهنة في إسرائيل تحمل "ملامح مكارثية" فيما يحلم قادتها بأن الفلسطينيين يزحفون تحت أسرتهم، ملاحظا أنهم باتوا يواجهون كابوسا تؤججه عمليات نزع الشرعية عنها في العالم.
 
وقال القاسم للجزيرة نت إن تراجع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن الدعم الفوري لإسرائيل أدخل مؤسستها الحاكمة وأوساط اليمين بل الإسرائيليين في حالة هوس وانزياح نحو اليمين.
 
وأضاف "بتنا نواجه اليوم مكارثية من صنع إسرائيل مما يفسر انفلات جنونهم على كل عمل فني غير متشنج".
 
ويرى القاسم أن حالة "فقدان الصواب الإسرائيلية مؤشر على ضعف المجتمع الإسرائيلي سيكولوجيا وفقدانه لثقته بنفسه بعد ظهور شارات الضعف العسكري خلال حربي لبنان وغزة وتجلي حالة الفوضى خلال حريق الكرمل".

المصدر : الجزيرة