متحف بالإنترنت لتوثيق جرائم إسرائيل

تصميم المتحف على السكند لايف
تصميم المتحف على شبكة "سكند لايف" (الجزيرة نت)

بدر محمد بدر-القاهرة

 
دشن متطوعون مصريون وعرب وأجانب مؤخرا متحف "هولوكوست فلسطين" على شبكة الإنترنت، بهدف توثيق مأساة التطهير العرقي والمذابح الصهيونية، التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، منذ بداية الاحتلال وحتى الآن.
 
ويسعى المتحف -حسب الإعلامية داليا يوسف منسقة المشروع- إلى "بناء ذاكرة جمعية، تتجاوز التغطية الإخبارية أو التأثر العابر، من خلال تقديم قصص الضحايا الأبرياء، في محاولة لتكريمهم بتحويلهم من مجرد أرقام إلى قصص حية، وتوفير وثيقة تعنى بالبعد الإنساني، وتصلح مدخلا لأي تحرك من أدوات النضال المدني".
 
وأشارت منسقة المشروع في حديثها مع الجزيرة نت إلى أن الاختيار وقع على شبكة الإنترنت "نظرا لميزاتها النسبية، وإدراكا لتعذر إقامة المتحف على أرض الواقع بسبب الأوضاع في بلادنا، كما أن الطبيعة التفاعلية للإنترنت تتيح الفرصة للزائرين للتواصل مع القائمين على المشروع والإسهام في بنائه".
 
وأوضحت داليا يوسف أنه تم أيضا تدشين المتحف على شبكة الـ"سكند لايف" أو "الحياة الثانية" الثلاثية الأبعاد، وتم تصميمه على نفس الطراز والشكل الذي يظهر به متحف ضحايا "هولوكوست النازي" بمدينة واشنطن، كما تم إنشاء صفحات أخرى على فيسبوك واليوتيوب والمدونة، للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور.
 
فريق العمل
داليا يوسف (الجزيرة نت)
داليا يوسف (الجزيرة نت)

وقالت إن فريق العمل يضم عددا كبيرا من الشباب المصري والفلسطيني والعربي والكندي وبعض النشطاء الأميركيين.

 
وأضافت "اعتمدنا في جمع المعلومات والتوثيق على شبكة من المراسلين من أرض فلسطين، حيث يمكنهم التواصل مباشرة مع أسر وأهالي الضحايا، لجمع المعلومات وتوفير الصور للشهداء ومتعلقاتهم".
 
وكشفت داليا للجزيرة نت أن فريق العمل انتهى مؤخرا من توثيق المرحلة الأولى من المشروع، لضحايا الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة (يناير/كانون الثاني 2009) من المدنيين الفلسطينيين، بينهم نحو 318 طفلا.
 
ولفتت إلى أن هذا التوثيق تم بالعربية والإنجليزية، لأن الجمهور المستهدف هو كل شعوب العالم من مستخدمي الإنترنت، ممن يجيدون اللغتين. 
 
وقالت إن المتحف يضم 56 من شهادات الحرب الأخيرة على القطاع، كما وصل عدد المشاهدين إلى أكثر من 600 ألف، ووصل زوار السكند لايف إلى 17.000، واستقبل الموقع أكثر من 2500 تعليق من الزوار، من جنسيات أجنبية وعربية.
 
وأعربت منسقة المتحف عن أملها في سرعة استكمال المراحل الأخرى من بناء المتحف الافتراضي، وأن تمتد عملية التوثيق التنازلي وصولا إلى الجرائم الصهيونية، التي ارتكبت منذ العام 1917 حتى الآن.  
 
توعية
سليمان صالح (الجزيرة نت)
سليمان صالح (الجزيرة نت)

من ناحيتها ترى المدرس المساعد بكلية الإعلام بجامعة القاهرة زينب محمد حامد أن فكرة إنشاء متحف "هولوكوست فلسطين" تكشف عن عقول مبدعة وواعية، نجحت في توظيف وسائل الاتصال الحديثة في التوعية بالقضية المركزية للأمة العربية والإسلامية.

 
لكن زينب نبهت في حديثها للجزيرة نت إلى حاجة المتحف إلى المزيد من الصور والمعلومات والشهادات الحية والحديثة الداعمة والمستمرة، عن الواقع الفلسطيني الحالي.
 
من جهته لفت أستاذ الصحافة والإعلام الدولي بجامعة القاهرة الدكتور سليمان صالح إلى أن اليهود جعلوا من أسطورة المحرقة أمرا واقعا تصدقه شعوب العالم، من خلال الإلحاح الإعلامي المستمر، في حين أن الكيان الصهيوني ارتكب محارق حقيقية، لا تزال مستمرة في فلسطين.
 
وأشاد صالح في حديثه للجزيرة نت بفكرة المتحف، ودعا إلى "إنشاء مركز عالمي لدراسة وتوثيق التجربة الفلسطينية في المائة عام الأخيرة، بهدف تقديم نموذج لكفاح شعب تألبت عليه قوى العدوان، لكنه لا يزال نابضا بالحياة".
المصدر : الجزيرة