مهرجان لترويج العربية ببيروت

نقولا طعمة-بيروت

 
احتضنت بيروت مهرجانا لترويج اللغة العربية تحت عنوان "نحن لغتنا" نظمته "مؤسسة الفكر العربي" وجمعية "فعل أمر" اشتمل على عروض مختلفة للأطفال والشباب ومعرض للكتب وعروض عن جماليات اللغة العربية.

 

فقد امتلأ شارع الحمراء في بيروت بالألف باء العربية، ونثرت الحروف في كل ركن وزاوية شكلا ورمزا وصوتا وحركة وموسيقى ورسوما.

 

في عروض الأطفال سباق الأحرف لمسافة كيلومترين "وتسابق فيه ١٥٠٠ طفل جاهدين لتقريب المسافة بينهم وبين لغتهم التي ابتعدوا عنها كثيرا بسبب العولمة ووسائط المعلومات المختلفة"، بحسب ما عبرت عنه سوزان تلحوق من مؤسسة جمعية "فعل أمر".

 

كما اشتمل البرنامج على معرض الكتب رافقته أنشطة الحكواتية والمطالعة والتمثيل والكتابة على القمصان، وقراءة الكتب التي قدمتها ١١ دار نشر متخصص بالأطفال، ومكتبة نقالة بالباص (كوتباص).

 

وتضمن المهرجان أيضا أنشطة رسم الحروف على الرصيف وعرض الأراجوز "جنكوز" للفنان جمال كريم وتمحور حول جماليات اللغة العربية بغية تقريبها من مزاج الأطفال وتعويدهم عليها.

تغيير الاتجاهات
وتحدثت سوزان تلحوق عن مؤسستها قائلة إن هدفها هو "تنظيم أنشطة تشجع اللغة العربية، وترتبط بالتوجه الثقافي المعاصر لتغيير الاتجاهات عند الشباب نحو اللغة".

 

وأضافت في حديث للجزيرة نت "أما بالنسبة لأنشطة الأطفال، فقد لاحظنا قلة الأنشطة التي تتوجه للأطفال وتقربهم من اللغة العربية، وهذا ما هدفنا إليه من تنظيم هذا المهرجان".

 
وقالت "تباحثنا مع مؤسسة الفكر العربي المهتمة بمجالات تربوية ومنها اللغة. وتساءلنا ما الذي يربطنا باللغة؟ فوجدنا أنه كيفما اتجهنا فنحن لغتنا، وعندما نذهب إلى الخارج، فإن أول لفظة ننطق بها بالعربية سيقولون أنت عربي، أي أن لغتك جزء لا يتجزأ من هويتك وشخصيتك، ومن هنا ولد شعارالمهرجان: نحن لغتنا".

 

تعلم العربية
من جهتها ذكرت الأمينة العامة المساعدة لمؤسسة الفكر العربي الدكتورة منيرة الناهض "أن المؤسسة أنشئت عام 2001، بمبادرة من الأمير خالد الفيصل، وهدفها الأساسي هو الحفاظ على القيم والهوية العربية، والنهوض بها".

 
وقالت للجزيرة نت "إن من ضمن مقومات مشروعنا تعلم اللغة العربية، وفيه محور يسمى تغيير الاتجاهات نحو اللغة العربية، لأن أغلب الناشئة والشباب يعتقدون أن اللغة العربية ليست عصرية، وبالية، وليست لغة الإنترنت والاتصالات، ولا يستطيعون أن يعبروا عن أنفسهم وتطلعاتهم من خلالها".

 

وأكدت أنه "لا بد لنا كمجتمع مدني عربي أن نغير تصورات الشباب والأطفال تجاه اللغة".

 
وعن التعاون مع جمعية فعل أمر، قالت "بدأ تعاوننا منذ سبعة أشهر بعد أن تواصلنا مع هذه الجمعية التي وجدنا أن اهتماماتها باللغة العربية تتلاقى إلى حد بعيد مع اهتماماتنا، فهي جمعية تعمل للحفاظ على اللغة العربية".

 
وأضافت "كانت فكرتهم مماثلة لفكرتنا وتوصلنا معا إلى فلسفة للمهرجان عبرنا عنها بسلسلة الأنشطة التي تمكنا معا من وضعها، خصوصا لما لهذه الجمعية من مواهب ومبتكرين يقدمون عطاءات هامة".