الإسلام بالجزيرة الإنجليزية ومنافساتها

الدراسة حللت 707 نشرة أخبار بالجزيرة الإنجليزية و بي بي سي و سي إن إن . الجزيرة نت
خالد شمت-برلين
 
رصدت دراسة إعلامية ألمانية وجود تماثل شكلي واختلاف نوعي بنسب متفاوتة في صورة الإسلام المقدمة بنشرات الأخبار في قناة الجزيرة الإنجليزية وقناتي "بي بي سي" البريطانية و"سي إن إن" الأميركية.
 
ونوهت الدراسة -الصادرة عن معهد الدراسات الإعلامية بجامعة دريسدن الألمانية- بتميز نشرات الأخبار في الجزيرة الإنجليزية عن مثيلاتها في تلك القناتين.
 
وذكرت أن هذا التميز يتمثل في تخصيص مساحة واسعة من البث للحوار مع المسلمين، وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم ومواقفهم بشكل أفضل مما في القناتين المنافستين.
 
ولاحظت الدراسة أن الصورة العامة للإسلام في أخبار القنوات العالمية الثلاث تبدو متشابهة جدا، بسبب تركيزها على متابعة الأزمات السياسية في المناطق الساخنة عبر معلومات سريعة تخلو من الإيضاحات الإضافية.
 
نشرات
وتحمل الدراسة -الواقعة في 176 صفحة من القطع المتوسط- عنوان "صورة الإسلام في القنوات العالمية مقارنة بين الجزيرة الإنجليزية و"بي بي سي" العالمية و"سي إن إن" الدولية".
 
وتضمنت تحليلا للمواد المتعلقة بالإسلام والمسلمين والدول الإسلامية في 707 نشرات أخبار رئيسية تم بثها بالقنوات الثلاث خلال ثلاثة شهور في فترة الذروة.
 
شينك: القنوات الثلاث تتكامل جغرافيا في المشهد الإعلامي الدولي (الجزيرة نت)
شينك: القنوات الثلاث تتكامل جغرافيا في المشهد الإعلامي الدولي (الجزيرة نت)

وأشارت معدة الدراسة سوزان شينك للجزيرة نت إلى أن عملها يعد أول دراسة عالمية تحلل مواد أخبار القنوات الإخبارية الثلاث استنادا لمعايير علمية بعيدة عن الانطباعات الشخصية.

 
وقالت شينك إن تقديم قناة الجزيرة لنفسها كمنافس للقنوات الإخبارية الغربية لعب دورا في عقد المقارنة بين الجزيرة الإنجليزية والقناتين المذكورتين.
 
ورأت أن "القنوات الثلاث تعكس نوعا من التكامل الجغرافي في المشهد الإعلامي الدولي، حيث تبث الجزيرة الإنجليزية من الشرق الأوسط بينما تأتي "بي بي سي" من أوروبا و"سي إن إن" من الولايات المتحدة".

 
تشابه وتميز
وخلصت الدراسة إلى وجود تماثل كبير في صورة الإسلام المقدمة في نشرات الأخبار التي حللتها بالقنوات الإخبارية العالمية الثلاث.
 
وعزت ذلك إلى تركيز نشراتها على ملاحقة الأزمات السياسية في النقاط العالمية الساخنة واهتمامها بتقديم المعلومات دون خلفيات بسبب تركيز المشاهدين على الصور والمعلومات المختصرة.
 
وانتقدت الدراسة قلة مساحة تعرض التقارير الإخبارية في الجزيرة الإنجليزية لقضايا مهمة كالأسس الأخلاقية للإسلام والتنوع والتعدد الثقافي بالمجتمعات الإسلامية والحوار والتعاون بين الإسلام والأديان الأخرى، ورأت أن هذه القضايا لها أهميتها في دعم التفاهم الثقافي والديني.
 

"
اعتبرت شينك أن الجزيرة الإنجليزية ابتعدت عن نهج أسلوب القنوات الإخبارية الغربية، في تعميم الصور النمطية السلبية عن الإسلام
"

وفي المقابل قالت الدراسة إن "الجزيرة الإنجليزية عرضت في نحو ثلث نشراتها التي تم تحليلها موضوعات لها علاقة بالإسلام والمسلمين والبلاد الإسلامية، وهو معدل يزيد على ما عرضته "بي بي سي" و"سي إن إن" اللتان تركزان على القضايا الأوروبية والأميركية".

 
وأشارت إلى أن نسبة المواد الإيجابية عن الإسلام في التقارير الإخبارية بلغت 21 % في الجزيرة الإنجليزية و17% في "بي بي سي" و15% في"سي إن إن".
 
نهج مغاير
واعتبرت شينك أن الجزيرة الإنجليزية ابتعدت عن نهج أسلوب القنوات الإخبارية الغربية، في تعميم الصور النمطية السلبية عن الإسلام كربط المسلمين بالعنف، والمجتمعات الإسلامية بالتخلف.
 
وشددت شينك في تصريحها للجزيرة نت على أن تقديم عرض واضح لصورة الإسلام في الجزيرة الإنجليزية، وإبراز قدرة القناة في تقديم تغطية مختلفة لما يقدم في القنوات الإخبارية العالمية عن العالم الإسلامي، يرتبط بتحليل كل المواد المقدمة في الجزيرة الإنجليزية وليس نشرات الأخبار وحدها.
المصدر : الجزيرة