فنانة تعرض رسوم غزة بالناصرة وحيفا

الصحفية السويدية ميا جروندال تتوسط الحضور خلال افتتاح المعرض - معاناة غزة على جدران الناصرة وحيفا - محمد محسن وتد-الناصرة

الصحفية السويدية ميا جروندال تتوسط الحضور في افتتاح المعرض بالناصرة (الجزيرة نت)

محمد محسن وتد-الناصرة

نظمت الصحفية السويدية ميا جروندال، معرضًا في الناصرة للرسوم في قطاع غزة أطلقت عليه اسم "جداريات غزة"، حيث وثقت معاناة الشعب الفلسطيني من خلال تصوير الرسوم على الجدران والصور.

وتحدثت الصحفية السويدية -في محطتها الأولى في الناصرة، حيث استضافتها دارة الثقافة والفنون التابعة لمجلس الطائفة الأرثوذكسية- عن مسيرتها الصحفية وعن تجربة إقامتها في غزة لمدة سبع سنوات، وتفاعلها مع السكان المحاصرين من مختلف الشرائح والفئات السياسية والثقافية.

وفي محطتها الثانية، توافد المئات من العرب في حيفا، للمشاركة في فعاليات "أسبوع التضامن الحيفاوي مع غزة"، الذي بادرت إلى تنظيمه جمعية التوجيه الدراسي ومركز مساواة في مركز الكرمل التربوي الثقافي والحقوقي، وافتتِح النشاط بمعرض صور "جداريات غزة".

وقبل سنوات انتدبت ميا جروندال من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لإجراء بحث عن اللاجئين، حيث أمضت سبع سنوات في قطاع غزة.

وخلال مكوثها في القطاع المحاصر، اكتشفت أن الحياة في غزة، تختلف تماما عن الصورة النمطية التي تصل إلى العالم والمجتمع الغربي، واعتبارها منطقة أشباح لا حياة فيها تعيش فقرا مدقعا، وتشكل مصدرا للإرهاب، لكن الواقع يختلف تماما عن المشهد الذي يتخيله المجتمع الدولي.

وقالت ميا "أدهشتني غزة بالحياة والحب والتلاحم بين جميع أفراد المجتمع، من عمق المعاناة يستمر السكان في العيش وبث الحب وتجديد الأمل، غزة بشعبها تنبض بالحياة، وتنعم بالفن والثقافة".

وتابعت "الرسم على الجدران فن خاص ابتكره الشعب الفلسطيني، هذه اللوحات الجدارية تنقل وتجسد الواقع، ومن خلالها يعبر الشباب عن ذواتهم وآرائهم، وعن الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي، وهي بمثابة حراك وتجسيد للحياة والحرب والسلم".

من صور معرض جداريات غزة (الجزيرة نت)
من صور معرض جداريات غزة (الجزيرة نت)

أمل بدحر الاحتلال
وأضافت الصحفية السويدية أن "الرسوم التي تزين جدران المخيمات في القطاع تعكس واقعا سياسيا بمختلف التناقضات، وتجسد على الجدران بطش وقسوة الاحتلال، وبالمقابل ترسم الأمل في دحر الاحتلال ونيل الحرية، ورغم ذلك تبقى النكبة ومفاتيح العودة حاضرة وأساس الجداريات".

وتابعت "من خلال جدارياتكَ أعرف ما هو حال بلدتك، ففي المدن الفلسطينية بالضفة تكون الرسوم أقل، وبعيدة عن السياسة، وغالبا ما تكون إعلانات تجارية، بينما في غزة فإن الجداريات تعكس وتجسد الواقع السياسي وحالة الحصار".

وأشارت إلى أن هدفها من خلال المعرض، هو أن توثق للعالم وتنقل الصورة الحقيقية عن القطاع المحاصر، والمشهد الغائب عن أذهان البشر.

والهدف الأهم بحسب الصحفية، هو التوصل لمصالحة بين الفصائل الفلسطينية وتحديدا فتح وحماس، مؤكدة أن غزة تتسع للجميع، ومصلحة الشعب الفلسطيني فوق كل الاعتبارات.

وأكد عضو إدارة مركز مساواة خالد فوراني أهمية الفعاليات المجتمعية والإبداعية التي تنظم للتضامن مع غزة ومع أطفال غزة تحديدا، مشيرا إلى أهمية العمل المجتمعي إلى جانب النشاط الحقوقي.

وقدمت فرقة عيون الجولان والفنان سعيد سلامة عددا من العروض التمثيليّة الصامتة، وكان من بينها "لوحات من غزة" مستوحاة من الجداريات التي تم توثيقها في شوارع المدينة.

واستخدم طلاب مدارس حيفا مرافق المركز لمشاهدة أفلام من غزة ولسماع محاضرات عن القانون الإنساني الدوليّ، قدّمها المحامي والمستشار القانوني في مركز مساواة تامر مصالحة.

وقام الطلاب برسم جدارية ضخمة سترسل إلى طلاب غزّة تضامنًا معهم، حيث عبروا عن مدى اهتمامهم بأوضاع نظرائهم في غزة.

وأشار الطلاب إلى أهمية التفاعل العملي مع موضوع غزة وعدم الاكتفاء في المحاضرات، ودمج النشاطات الفنية والموسيقية والمرئية ضمن برنامج خاص عن غزة.

وطاف المعرض الكثير من دول العالم وأوروبا وأميركيا والشرق الأوسط، وسيتنقل بين المدن الفلسطينية لتنتهي عروضه في شهر مايو/أيار في غزة حيث انطلقت فكرته.

المصدر : الجزيرة