الغرافيتي بإندونيسيا تأثرا بجدار برلين

فن الرسم على الجدران في إندونيسيا
فن الرسم على الجدران ظهر في إندونيسيا تأثرا بجدار برلين حسب الطالب الجامعي الرسام برنياز برندي (الجزيرة نت)

محمود العدم-جاكرتا

 
باتت بعض جدران العاصمة الإندونيسية جاكرتا مقصدا لفنانين ومواطنين يحاولون التعبير عن آرائهم وأفكارهم, عبر رسومات عرفت هناك باسم "الغرافيتي".
 
وتحمل اللوحات التي تظهر على تلك الجدران رسائل أغلبها يدعو للفخر بالبلاد وثقافتها ولغتها. كما تحث رسومات أخرى على فضائل الأخلاق وترك العادات السيئة كالإدمان والفساد وعدم الالتزام بقواعد المرور، ويحمل القليل من اللوحات رسائل ذات مضامين سياسية كضرورة التحرك لنصرة الشعب الفلسطيني.
 
وقد خصصت الحكومة شوارع لممارسة هذا الفن كما تنظم مسابقات بين الرسامين, ويلجأ بعض الرسامين لممارسة هواياتهم أثناء الليل إذا كانت المنطقة محظورة على الرسامين.
 
وينظر إلى الغرافيتي على أنه مزيج بين فني الغرافيك والقصص المصورة في آن واحد, وينقسم إلى نوعين المكتوب (التوقيع) والمرسوم الذي تستخدم فيه حروف إنجليزية.
 

انقسم الناس إزاء هذا الفن إلى مؤيد ومعارض (الجزيرة نت)
انقسم الناس إزاء هذا الفن إلى مؤيد ومعارض (الجزيرة نت)

التأثر بجدار برلين
ظهر هذا الفن أول مرة بإندونيسيا في مدينة جوكجاكرتا بجاوا الوسطى, متأثرا برسومات جدار برلين حسب الطالب الجامعي الرسام برنياز برندي, الذي قال للجزيرة نت إن الرسم على الجدران بدأ يتطور في جاكرتا ويأخذ اهتماما من الرسامين مطلع الألفية الثانية.
 
وتحث برندي عن ظهور تجمعات لرسامي الجدران منها "رسامو جدار بومبر", التي ينتمي هو إليها.
 
وتتلقى مجموعات رسامي الغرافيت دعم مؤسسات رسمية وشعبية, وأصبح المجال مفتوحا من الناحية القانونية لممارسة هذه الهواية, كما ظهرت منتديات على الشبكة العنكبوتية خاصة بهذا الفن.
 
وقد انقسم الناس إزاء هذا الفن إلى مؤيدين يرونه إضافة جمالية للمدينة, فيما يرى معارضوه أنه ربما يتسبب بازدحام مروري بجاكرتا المزدحمة أصلا وربما بحوادث سير.
 
ويرى الفنان بودي بوك (66 عاما) كبير رسامي جاكرتا أن هذا الفن له مكانته العالية بين الفنون, فهو كما يقول يتمتع مثل غيره من فنون الرسم بخصوصياته الفنية كاستخدام أنواع خاصة من الأدوات والألوان فضلا عن "آلية تنفيذه التي تزيده روعة وجمالا".
 
كما يمثل هذا الفن برأي بوك توجيهات مباشرة للمواطنين "عبر دعوته للتمسك بالأخلاق الحميدة وترك السيئة, إضافة إلى النواحي الجمالية التي تكتسبها شوارع المدينة".
 
ورأى في حديث للجزيرة نت أن كل الرسومات الموجودة لا تصل بالضرورة إلى درجة الرقي والإتقان, "كما لا تمثل كل موضوعاتها رسالة هادفة للناس, فهناك ما هو مخالف من الناحية الفنية وأيضا من الناحية الذوقية".
 
فلسفة الغرافيتي
يؤكد برندي أن البدء بمثل هذا النوع من الفنون -التي فيها قدر من الخروج عما يألفه الناس- هو جزء من البحث عن الهوية لدى الرسام, "ويستطيع المتأمل لمجموعة من اللوحات أن يتعرف على طبيعة أصحابها, بل ويتعرف إلى أي رسام تعود كل لوحة".
 
ويضيف "قد لا تكون بعض اللوحات مفهومة حتى للرسامين أنفسهم, لكنها تعبر عن شيء ما يجول داخل النفس, أو رد فعل تجاه أمر ما حدث سواء على المستوى الشخصي أو العام, ومن ذلك بعض الرسومات التضامنية مع الشعب الفلسطيني في مدينة ديبوك, ليتذكر الناس أن هناك شعبا تحت الاحتلال".
 
وفي هذا السياق أشار كبير رسامي جاكرتا إلى أنه لا بد للرسومات أن تكون واضحة ذات مغزى صريح, وتتميز بالبساطة والألوان الهادئة الشاعرية التي تعبر عن الفكرة.
 
وقد تحدث للجزيرة نت عدد من المواطنين, فمنهم من أيد هذا الفن رأى فيه قيمة جمالية وأخلاقية, بينما ذهب آخرون إلى أنه عشوائي ولا توجد له رسائل واضحة وينقصه التنظيم وإشراف السلطات.
المصدر : الجزيرة