تكريم الروائي الجزائري الطاهر وطار

من اليمين لليسار الناقد أحمد منور ،الروائي الطاهر وطار

من اليمين لليسار الناقد أحمد منور، الروائي الطاهر وطار (الجزيرة_نت)

أميمة أحمد – الجزائر

كرم الديوان الوطني للثقافة والإعلام الجزائري الروائي الطاهر وطار بعد عودته من رحلة علاج طويلة, وفي حفل التكريم قدم الناقد أحمد منور رواية وطار "قصيدة في التذلل".

وتناولت الرواية التي كتبها وطار وهو على فراش المرض بمستشفى باريس علاقة المثقف بالسلطة, حيث كان المثقف الجزائري في الخمسينيات والستينيات في الطليعة يحمل هموم شعبه ووطنه, ولكنه تراجع بالترهيب والترغيب "ورهن نفسه للسلطة".

وقال وطار للجزيرة نت إنه من المؤسف أن يرتضي المثقف العبودية بملء إرادته, وذلك بانتمائه للسلطة والسكوت عن الفساد الذي يهدد كيان الدولة.

كما كرمت النقابة الوطنية للناشرين الروائي وطار, ولكنه اعتذر عن الحضور بسبب سوء حالته الصحية. كان ذلك على هامش معرض الكتاب الذي حمل شعار "كتاب في كل يد". وشاركت فيه أكثر من سبعين دار نشر, وغابت عنه تسع دور معظم إصداراتها باللغة الفرنسية.

أحمد ماضي رفض
أحمد ماضي رفض "اتهام" الكتاب العربي (الجزيرة-نت)

وأرجع رئيس النقابة الوطنية للناشرين ومحافظ المعرض أحمد ماضي للجزيرة نت سبب غياب بعض دور النشر إلى تغيير رئاسة النقابة. وأشار ماضي الذي يرأس النقابة منذ ستة أشهر إلى أن "المقاطعين فرانكفون وأحدهم بقي رئيس النقابة منذ أربعة عشر عاما".

ورفض ماضي ما وصفه بـ"اتهام" الكتاب العربي ، وأرجع رواج الكتاب الفرنسي "إلى ترويج الصحافة الفرانكفونية للإصدارات باللغة الفرنسية، ولا تلقى الإصدارات بالعربية نفس الاهتمام".

ومن جهته نفى صاحب دار الحضارة الغائبة عن المعرض رابح خدوسي خلفية الصراع الثقافي وقال "أنا عضو بمجلس النقابة وغيابي عن المعرض ليس موقفا بل لعدم التنسيق بين النقابة ووزارة الثقافة التي ستنظم المهرجان الدولي للكتّاب الشباب في مايو القادم".

وأضاف خدوسي أن انعقاد معرضين في شهرين متتاليين أمر لا يقبله عقل, والتكرار العشوائي لمعرض الكتاب إرهاق للناشر والزائر، "لذا كان موقفنا التوجه لأعمالنا في انتظار أن تستقيم الأمور".

وتميز المعرض بحضور لافت للكتاب باللغة العربية بالإضافة إلى الكتاب الديني الذي تبقى سوقه مزدهرة في كل معارض الكتاب بالجزائر.

وقالت صاحبة دار الاختلاف للنشر آسيا موساي للجزيرة نت "إن حضور الكتاب باللغة العربية بالمعرض يعكس وجود قارئ بالعربية ليس فقط للكتب المدرسية والمتخصصة بل لكتب المعرفة".

ولكن الإعلامية نفيسة الأحرش كان لها رأي آخر حيث أكدت أن الكتاب الفرنسي أكثر رواجًا، وقالت "إن الوضع اللغوي في الجزائر جعل الفرنسية دائما الرائدة والسائدة ولها القيادة الثقافية والقيادة في السلطة، والمسؤولون عن الإنتاج الفكري من الفرانكفون فارتبط الكتاب بالفرنسية".

وأضافت الأحرش أن الكتاب الفرنسي أكثر جرأة وعمقا في طرح قضايا المجتمع لأن خلفية المثقفين بالفرنسية مرتبطة بمفهوم ديمقراطي وبمفهوم أوروبي غربي لحقوق الإنسان، و"ينتقدون السلطة وهم فيها بينما المعربون خارج السلطة ويمتدحونها, وهذه مشكلة ثقافية".

المصدر : الجزيرة