ورشة بالجزائر عن عربية الصحافة

الجلسة الثانية ليوم الدراسي اللغة العربية في الصحافة المكتوبة

الجلسة الثانية لليوم الدراسي الخاص باللغة العربية في الصحافة المكتوبة (الجزيرة نت)


أميمة أحمد-الجزائر

نظم المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر يوما دراسيا حول "اللغة العربية في الصحافة المكتوبة" تناول مكانة العربية إبان الاستعمار الفرنسي وبعد الاستقلال، ودور الصحافة في ترقية اللغة الأم، واللغة الصحفية بين الفصحى والعامية ولغة الأدب، إلى جانب مستقبل الصحافة المكتوبة في ظل الصحافة الإلكترونية التي اعتبرت مكملة للصحافة الورقية.

ويهدف الملتقى -كما قال رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور محمد العربي ولد خليفة للجزيرة نت- إلى تقديم خبرات وخدمات المجلس لهيئات تحرير الصحف لتقدم الصحافة الجزائرية رسالتها الإعلامية بمستوى لغوي ينقلها من الجيد إلى الجميل.

وقد تباينت الآراء حول لغة الصحافة، فرأى الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة الجزائر الدكتور محمد لعقاب أنها تختلف عن لغة الأدب وأن اللغات العامية والعلمية والأدبية تنصهر فيها كي تكون سهلة واضحة، مركزة ومشوقة.

بينما أجاز أستاذ الأدب العربي بجامعة تيزي أوزو الدكتور صالح بلعيد للصحفيين ما أجازه الفراهيدي للشعراء "ضرورة الشعر" دون تكسير قواعد اللغة. وقال إن اللغة الصحفية هي لغة ثالثة بين الفصحى والعامية، تكون قريبة سلسة واضحة ومبسطة وميسرة.

آمال قوراية: مشكلتي الأولى كانت عدم القدرة على التعبير (الجزيرة نت) 
آمال قوراية: مشكلتي الأولى كانت عدم القدرة على التعبير (الجزيرة نت) 

إعلام فاشل
بالمقابل يعتقد الروائي أمين الزاوي أن الإعلام الذي لا يشتغل بحس أدبي وبلغة أدبية هو إعلام فاشل. وقال "لنا في الصحافة العربية الكبيرة شعراء وروائيون ومسرحيون كانوا يقودوا العمل الإعلامي بلغة ليست بعيدة عن لغة إبداعهم" معتبرا أن التفريق بين الأديب والصحفي في الكتابة الصحفية هو تفريق خاطيء، وتمييز هذا عن الآخر عمل غير دقيق.

لكن هموم الصحفيين مختلفة عن التنظير، كما قال محمد بغالي نائب رئيس تحرير يومية الشروق للجزيرة نت.

وأشار بغالي إلى أن أبرز هذه المشاكل "ضعف المستوى اللغوي للصحفيين خريجي كلية الإعلام وأيضا ضعف مستوى المدققين اللغويين، وهذا يؤدي إلى أخطاء بالصحافة". وطالب وزارات التربية والتعليم العالي والإعلام بتحسين مستوى تأهيل الصحفيين.

وتحدثت آمال قوراية، وهي خريجة كلية الإعلام وصحفية في يومية (وقت الجزائر) عن مصاعب واجهتها بداية عملها. وقالت إن أهم مشكلة واجهتني في العمل الصحفي عدم القدرة على التعبير، والعجز عن تركيب جملة سليمة، ويعود السبب -رغم دراستها بالعربية- إلى المزج اللغوي بين الأمازيغية لغتها الأم والفرنسية والعربية.

فطاف: أصحاب أقل المعدلات يرسلون لدراسة الإعلام (الجزيرة نت) 
فطاف: أصحاب أقل المعدلات يرسلون لدراسة الإعلام (الجزيرة نت) 

فشل المسابقات
ويلقي الصحفي عبد الله قطاف الضوء على واقع الصحافة الجزائرية من تجربته التي تمتد لنحو ثلاثين عاما. ويقول إن كل المسابقات التي أجريت لاختيار الصحفيين فشلت لعدم قدرة هؤلاء على الكتابة بلغة عربية سليمة وبوضوح وباختصار. ويعود السبب -حسب قطاف- إلى توجيه الطلبة بالجامعة، فأصحاب أقل المعدلات يذهبون لدراسة الإعلام.

وعن واقع الصحافة الجزائرية، قال قطاف إنها تخلت عن الشأن العام وتوجهت إلى الإثارة والسباق المحموم على المبيعات بصرف النظر عن المضمون، وهذا "تجريف" للشارع السياسي والثقافي والإعلامي وإفراغه من أي محتوى.

وقدم المشاركون في ختام اليوم الدراسي توصيات منها، تأسيس هيئة لمراقبة لغة الصحافة، وتخصيص جائزة للجريدة الأقل خطأ لغويا، وإدراج مادة دراسية بكلية الإعلام للتدقيق اللغوي وتحسين تكوين الصحفيين.

المصدر : الجزيرة