مسرحية بلجيكية عن القضية الفلسطينية

مسرحية بلجيكية تناقش القضية الفلسطينية
مخرج المسرحية وظف الرقص التعبيري لرسم العذاب الإنساني (الجزيرة نت)

فاتنة الغرة-أنتويرب
 
احتضن مسرح مونتي الشهير في مدينة أنتويرب البلجيكية انطلاق مسرحية "الملموس" التي تناقش القضية الفلسطينية للمخرج فرانك فيركوسن. وتضمن النص أشعارا للفلسطينيين محمود درويش ومريد البرغوثي واللبنانية إيتيل عدنان. وشارك في وضع الموسيقى التصويرية الفنان اللبناني مازن كرباج.
 
يبدأ العمل بمشهد افتتاحي يخطف قلوب المشاهدين، حيث يدوي صوت الطائرة المروحية في الخلفية المظلمة للمسرح، فيما يتوزع الممثلون في ظلال تجري تحته قصة حب يفرقهما السجن وتجمعهما الرسائل المتبادلة.
 
ويجعل المخرج فرانك فيركوسن محور مسرحيته القضية الفلسطينية من خلال تلخيص ما يدور في الشرق الأوسط. واستخدم لذلك نصوصا للشعراء الفلسطينيين محمود درويش ومريد البرغوثي واللبنانية إيتيل عدنان.
 
وتنوع العمل في بنائه الفني بين الحوار والرقص التعبيري، لتصوير حالة الصراع والتمزق التي تعانيها الساحة الفلسطينية. وبنيت المسرحية على رسائل في كتاب "من إي إلى إكس" أي من عايدة إلى إجزافير للكاتب الفرنسي جون بيتر بيرجير.
 
الإنسانية والفقد
ويعمد المخرج إلى استقدام تقنية الراوي في العمل في عرضه الواقع الفلسطيني في الأرض المحتلة وفي لبنان، كما يوظف الشاشة الإلكترونية ليعرض صور الأزقة والحارات الفارغة والمباني المدمرة والمحلات المغلقة, ويشارك المخرج نفسه في العرض فيتدخل بين الفينة والأخرى ليقول فكرة ويمضي.
 
وأعرب المخرج عقب انتهاء العرض عن سعادته بردة فعل الجمهور البلجيكي، موضحا أنها عرضت في أكثر من بلد. وقال في حديث للجزيرة نت إن المسرحية ليست عملا وثائقيا.
 
وأوضح "نحن لسنا مؤرخين أو سياسيين, كما أن المسرحية ليست عملا عن فلسطين وحدها، وإن كانت هي محور العرض، وإنما عن الإنسانية وعن الفقد من خلال مشاعر بسيطة وأحلام عادية نقلها الممثلون بأدائهم، في محاولة للتوازن بين ما هو واقع وما هو متخيل".
 

المخرج فرانك فيركوسن (الجزيرة نت)
المخرج فرانك فيركوسن (الجزيرة نت)

وأضاف فيركوسن أن استخدامه الرقص والموسيقى واللوحات جزء من مفردات العمل التي تكمله، فالكل سجين يتحرك ضمن مساحة مرسومة له. وقال "تجربتنا المعرفية في غزة وبيروت ورام الله ساعدت على تكوين الأداء التعبيري من خلال رقصة الجنود ورقصة حطام بيروت".

رسالة وواقع

من جهتها قالت الممثلة المغربية بثينة الفكاك التي قامت بدور "إي" إنها مشاركة صعبة، فهي لم تعرف الحرب و"لست فلسطينية، أنا مجرد ممثلة وإنسانة أعطتني الحياة الكثير، وهنا كان عليّ أن أكون شاهدة على واقع بعيد عني لاستنطاقه".
 
أما الممثلة الإيطالية فيدريكا بوريلو, فوصفت تجربتها بأنها محاولة لإيجاد شيء مشترك بين "الثقافة التي أقدمها من خلال دوري وثقافتي الخاصة البعيدة عن هذا الواقع".
 
وقالت "أنا فخورة بكوني عضوة في مجموعة تحاول إيصال رسالة إنسانية حول الواقع المعيش في الشرق الأوسط, وهو عمل جعلني أفهم أكثر عن الثقافات التي لا تشبهنا ولكنها تتقاطع معنا إنسانيا".
 
وبدوره، قال الممثل العراقي مخلد راسم الذي قام بدور "إكس" أنا أؤدي دور سجين يعيش في زنزانته لأسباب تتعلق بالديمقراطية والحرية, التي أرى أن السجن هو المكان الوحيد لتحققهما, ومن زنزانتي أتبادل رسائل مع حبيبتي عايدة، أحدثها فيها عن كل شيء أعيشه".
المصدر : الجزيرة