اختتام مهرجان الجزائر الدولي للمسرح

مشهد من مسرحية في البدء كانت الكلمة للفرقة البلجيكية أرسينولدر (3)
المسرحية البلجيكية "في البدء كانت الكلمة" ناقشت قرار تقسيم فلسطين 1947 (الجزيرة نت)

أميمة أحمد–الجزائر
 
اختتمت فعاليات مهرجان الجزائر الدولي الثاني للمسرح، الذي شاركت فيه 18 فرقة مسرحية عربية وأجنبية، قدمت ثلاثين عرضا في ثلاثة مسارح بالعاصمة، ومسرحيْ بجاية وتلمسان التي ستكون عاصمة الثقافة الإسلامية العام القادم، وخصصت هذه الدورة  للاحتفال بفلسطين.
 
وقال مدير الاتصال في المهرجان فتح النور بن إبراهيم للجزيرة نت إن الإدارة سعت إلى توفير فرصة للشباب ليستفيدوا من خبرات مخرجين ومسرحيين كبار حضروا المهرجان، وذلك بفتح ورشات النقد المسرحي والتمثيل، والكتابة المسرحية، والحركة الجسدية بالمسرح، وفنون الكلام وعلم السرديات، والإخراج المسرحي، وتقنيات المسرح، وإحياء الحكواتي لأنه اندثر في المجتمع العربي، حسب تعبيره.
 
ورافق تلك الأنشطة برنامج أدبي في عدة محاور هي: الرواية في ضيافة المسرح، الشعر في ضيافة المسرح، وندوة المسرح في الإعلام المكتوب، وبرنامج فنون الكلمة، إلى جانب أيام دراسية حول التراث "اللامادي" وهو المنقول شفهيا، ويعني كل ماله علاقة بالحكاية والطرفة أو النكتة، والعمل على تدوينها كتراث للأجيال القادمة.
 
ومن المسرحيات التي تفاعل معها الجمهور مسرحية "في البدء كانت الكلمة" للفرقة البلجيكية "أرسينولدر"، وتناولت الموقف الأوروبي من القضية الفلسطينية، وتدور أحداثها داخل الأمم المتحدة، حيث جرى التصويت على تقسيم فلسطين عام 1947. والفرقة مختلطة تضم أعضاء من لبنان وبلجيكا وفرنسا.

بن إبراهيم: إدارة المهرجان سعت لتوفير فرصة للشباب ليستفيدوا من خبرات مخرجين ومسرحيين كبار حضروا المهرجان  (الجزيرة نت)
بن إبراهيم: إدارة المهرجان سعت لتوفير فرصة للشباب ليستفيدوا من خبرات مخرجين ومسرحيين كبار حضروا المهرجان  (الجزيرة نت)

قرار التقسيم
وقالت الممثلة ماريا حرفوش للجزيرة نت "أردنا أن نحكي عن القضية الفلسطينية من الأمم المتحدة، حيث تأسست دولة إسرائيل بالكلمة، ولكن على الأرض الكلمة أو القرارات أدت للحروب ولم تؤد للسلام".

 
 ومن جهته قال الممثل اللبناني ريمون حصني "كان الفلسطيني دوما ضحية القرارات الدولية، والغريب في القصة أن كل قرار يصدر يؤكد تطبيق القرار السابق عليه، قرار التقسيم، بعده حدود 1967، والآن لا توجد أرض للفلسطيني، فتحولت الأمم المتحدة إلى مسخرة".
 
ومن جهة أخرى أدانت مسرحية "جنونيات استعمارية" للفرقة الفرنسية "باسور دوميموار" الخطاب الممجد للاستعمار، وتدور أحداث المسرحية حول الاحتفال في باريس والجزائر عام 1930 "بمئوية الجزائر فرنسية".
 
 واختارت الفرقة البريطانية جامي فوو في مسرحيتها "شيء أزرق" تقديم عرض ترفيهي يضم الكوميديا والغناء والرقص وفن المسرح.
 
أما مسرحية "فوضى" لفرقة المسرح الوطني الجزائري، فتناولت الظلم الاجتماعي الواقع على المرأة عبر حوار داخلي (منولوج) تؤديه أربع نساء لكل منهن حكاية مختلفة.
 
وقال المخرج أحمد عقون إنها حكايات نسائية بطلها الرجل الذي تسبب لكل منهن في الشقاء. وأوضح مُعد النص الكاتب سمير سطوف أن النص صوّر الحالات المأساوية لنساء في بيئات مختلفة وأعمار مختلفة، مشيرا إلى أنه واقع تعيشه المرأة العربية، وإن وجدت فروق بسيطة بين بلد وآخر، لكن المشترك العربي إزاء المرأة هو الظلم، حسب قوله.
 

المسرحية الجزائرية
المسرحية الجزائرية "فوضى" أبرزت المعاناة التي تشكوها المرأة العربية (الجزيرة نت) 

انقطاع مغاربي
ويرى الناقد السوري أنور محمد المشارك في المهرجان أن التجربة المسرحية المغاربية كانت منقطعة عن المشرق العربي بسبب ما وصفه بـ"حواجز الحدود والجمارك الثقافية".
 
وما لفت انتباه الناقد السوري في المسرح الجزائري هو الجودة العالية للسينوغرافيا.
 
والسينوغرافيا هي الإضافات الجمالية للمسرح كالإضاءة، والصوت، والديكور، والملابس، والماكياج، وهي العناصر التي تظهر العرض متكاملا.
 
يذكر أن الجزائر تنتج سنويا 140 عملا مسرحيا، ولديها 450 ممثلا، و85 سينوغرافيا، وأكثر من 80 مخرجا غالبيتهم من الشباب، حسب إحصاء 2007 الجزائر عاصمة الثقافة العربية، وحاليا يوجد 12 مسرحا في 12 ولاية، وسيرتفع العدد إلى 48 مسرحا بعدد ولايات الجزائر عام 2010.
 
وشاركت في مهرجان الجزائر هذا العام 18 دولة منها اليابان، فرنسا، بلجيكا، ألمانيا، الأرجنتين، فلسطين، المملكة العربية السعودية، إيطاليا، المغرب، العراق، اليمن، وإيطاليا.
المصدر : الجزيرة