القاهرة تحتفي بالكاتب فارغاس يوسا

جانب من ندوة الأديب يوسا

جامعيون مصريون في ندوة عن الأديب البيروفي ماريو فرغاس يوسا (الجزيرة نت)

بدر محمد بدر-القاهرة

كشفت ندوة أقامتها وزارة الثقافة المصرية احتفاء بفوز الأديب البيروفي ماريو فارغاس يوسا بجائزة نوبل في الآداب عن العام الحالي، جوانب مهمة من شخصيته وأسلوبه الأدبي.

وشارك في الندوة -التي عقدت مساء أمس الخميس في المركز القومي للترجمة- نخبة من المتخصصين في أدب أميركا اللاتينية، سبق لهم ترجمة بعض أعمال يوسا إلى العربية.

وأصدر المركز أكثر من ترجمة عربية لأعماله، منها "الجراء" وهي رواية قصيرة كتبها عام 1967، و"الرؤساء" وهي مجموعة قصص قصيرة، تفرغ فارغاس يوسا بعدها لكتابة الرواية والمسرح، لكنها ظلت تمثل عالما مصغرا لبقية أعماله.

فارغاس يوسا فاز بجوائز أدبية كثيرة قبل أن يتوج العام الحالي بجائزة نوبل (الفرنسية)
فارغاس يوسا فاز بجوائز أدبية كثيرة قبل أن يتوج العام الحالي بجائزة نوبل (الفرنسية)

نتاج ضخم
وذكر متحدثون أن فارغاس يوسا كتب عددا هائلا من الروايات استعمل فيها تقنيات أدبية متنوعة وشحنها بمدلولات تاريخية غنية في معجم خاص استقاه من بيئته المحلية.

ورأى مشاركون أن الكاتب يحمل قضية نضال مجتمعية مباشرة، بينما رأى آخرون أن الأديب ليس مطالبا إلا بما يبدعه عن قضايا مجتمعه، ويرتقي بالذوق الإنساني.

وذكرت الأكاديمية هالة عواد أن فارغاس يوسا تخلى في كتابته عن القوالب التقليدية، ونفذ إلى أعماق وتفاصيل الواقع مستعينا بخيال واسع ولغة جذابة.

ونبه الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة محمود السيد علي إلى أن هناك تشابها بين الحضارة المصرية القديمة وحضارات أميركا اللاتينية، وهو ما يمكن أن يشكل تقاربا فكريا بين تلك المجتمعات، معربا عن أسفه لكون العرب لم يحسنوا توظيف ذلك.

وأشار إلى أن تجربة الأدب الناطق بالإسبانية مع جائزة نوبل ثرية وغزيرة، بدأت منذ عام 1904، وفاز بها أحد عشر أديبا، خمسة منهم من إسبانيا، وستة من دول أميركا اللاتينية.

وذكر الأستاذ بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر حامد أبو أحمد أن فارغاس يوسا ظهر نبوغه وإبداعه مبكرا، فحين كتب رواية "المدينة والكلاب"، وفضح فيها النزعة العسكرية لمدرسته في بيرو عام 1962، أحرق الجنرالات ألف نسخة منها في ميدان عام.

فارغاس يوسا كتب عددا كبيرا من الروايات ترجمت إلى عدة لغات عالمية (الفرنسية)
فارغاس يوسا كتب عددا كبيرا من الروايات ترجمت إلى عدة لغات عالمية (الفرنسية)

جوائز كثيرة
وقبل حصوله على جائزة نوبل في الآداب سبق لفارغاس يوسا أن فاز بجوائز أدبية كثيرة منها جائزة "ثربانتس" والتي تقارن بنوبل، وهي أكبر جائزة في إسبانيا

وأشار أبو أحمد إلى أن فارغاس يوسا ليس فقط روائيا وقصاصا وسياسيا، بل يعد من كبار النقاد في إسبانيا، ونال الدكتوراه في عام 1958 من جامعة مدريد، وكان عنوان رسالته "في شعر روبن داريو"، الذي يعد رائد حركة الحداثة في أميركا اللاتينية وأدبها المستقل.

وقال أبو أحمد في حديث للجزيرة نت إن فارغاس يوسا ليس مجرد أديب بل رجل مناضل نجح هو ورفاقه من الكتاب المناضلين في تحرير أميركا اللاتينية من الديكتاتوريات البشعة وفي إحراز تحولات إيجابية في بلدان تلك المنطقة.

وفي السياق ذاته شرحت الأستاذة بكلية الألسن نادية جمال الدين أسباب فوز كتاب عديدين من أميركا اللاتينية بجائزة نوبل أكثر من عالمنا العربي، بأنهم "يناضلون من أجل العدالة الاجتماعية والتصالح الثقافي والعرقي، والسلم العالمي ونزع السلاح النووي. ولهم مواقف واضحة مضيئة ومؤثرة في مواجهة الفقر والإقطاع والطبقية والفساد والاستبداد في بلادهم".

المصدر : الجزيرة