جدل مصري بشأن التكفير وجوائز الدولة

د. حسن حنفي
د. حسن حنفي  (الجزيرة نت-أرشيف)

تفاعل الجدل في العاصمة المصرية بشأن منح الكاتبين سيد القمني وحسن حنفي جائزة الدولة التقديرية، بعد احتجاج جهات متدينة على ذلك المنح بدعوى كفر الكاتبين في كتب ادعى خصومهما أنهما أساءا فيهما للإسلام ورسوله الكريم عليه الصلاة والسلام.

 
وبدأت مجموعة من الحقوقيين والمثقفين والإعلاميين المصريين جمع توقيعات على بيان للتضامن مع القمني وحنفي في مواجهة حملة التكفير والتحريض ضدهما التي بدأت عقب حصولهما على جائزة الدولة التقديرية.
 
وطلب الناشط كمال غبريال -الذي دشن حملة جمع التوقيعات- من كل المصريين المشاركة في التوقيع على المسودة التي تندد بتكفير أصحاب العقول وكل من له رأي مخالف للآراء السائدة دون مناقشته.
 
واتهمت مسودة البيان الدولة المصرية بالمسؤولية عن شيوع التكفير في المجتمع، وقالت إن الموقعين على البيان من مثقفي مصر والعرب يتوجهون إلى المسؤولين المصريين وكافة الأجهزة الإعلامية ليتحمل الجميع مسؤوليته عن ترويج دعاوى التكفير وما تحمله ضمنا من تحريض على القتل والتدمير والتخريب ضد من يوجه لهم المكفرون تهمة الكفر.
 
وأضاف البيان أنه بات من الشائع استغلال البعض لإجراءات التقاضي لملاحقة المفكرين والفنانين والمبدعين، وقال إن من أطلق عليهم "المكفرون" يستخدمون بعض منابر المساجد ووسائل الإعلام وخاصة القنوات الفضائية في إطلاق اتهاماتهم وتهديداتهم وتحريضهم للجماهير البسيطة التي يتم شحنها بجرعات من التعصب والكراهية مما ترتب عليه تصاعد العنف الطائفي في مصر في الآونة الأخيرة بدرجة ملحوظة تهدد حاضر هذا البلد ومستقبله.
 

"
اتهم الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق وزير الثقافة فاروق حسني والمسؤولين عن منح جوائز الدولة التقديرية بارتكاب جريمة ضد هوية مصر الإسلامية
"

بيانات الإسلاميين

واعتبر البيان أن الاتهامات الأخيرة بالكفر لسيد القمني وحسن حنفي شملت معهما مسؤولين كبارا بالدولة في إشارة إلى وزير الثقافة الذي يمنح الجائزة بناء على تفويض من رئيس الجمهورية مما ينذر بحسب البيان بخطر مداهمة التكفير ليس فقط للأفراد المفكرين والمبدعين ولكن لمؤسسات الدولة ذاتها.
 
وفي المقابل صدر مؤخرا بيان من جبهة علماء الأزهر تنتقد حصول القمني وحنفي على جائزة الدولة التقديرية وهي جائزة رفيعة تمنح للمتميزين في المجالات المختلفة.
 
وسبق أن أصدرت الجماعة الإسلامية بمصر بيانا ضد وزارة الثقافة المصرية اعتبرت فيه أن الذين منحوا القمني وحنفي جائزة الدولة التقديرية "لم يراعوا مشاعر كل فئات المجتمع المصري المسلم التي تحب دينها بالفطرة، والذين صدموا عندما سمعوا أسماء هؤلاء الذين حصلوا زورا وبهتانا على أرفع الجوائز في مصر".
 
وقال بيان آخر أصدرته "جبهة علماء الأزهر" بعنوان "إلى الأمة صاحبة الشأن في جريمة وزارة الثقافة"، إن السيد القمني خرج على كل معالم الشرف والدين حين قال في أحد كتبه التي منح عليها جائزة الدولة التقديرية "إن النبي محمد قد وفر لنفسه الأمان المالي بزواجه من الأرملة خديجة بعد أن خدع والدها وغيبه عن الوعي بأن سقاه الخمر".
 
وأضاف البيان أن القمني "تأكد كفره بزعمه المنشور له في كتابه "الحزب الهاشمي" قائلا إن دين محمد مشروع طائفي اخترعه جده عبد المطلب الذي أسس الجناح الديني للحزب الهاشمي وفق النموذج اليهودي الإسرائيلي لتسود به بنو هاشم غيرها من القبائل".


"
قالت ابنة الكاتب سيد القمني إنها ستقدم بلاغا ضد جبهة علماء الأزهر ومفتي مصر الأسبق وقيادة جماعة الإخوان المسلمين
"

المفتي الأسبق

من جهته اتهم الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق وزير الثقافة فاروق حسني والمسؤولين عن منح جوائز الدولة التقديرية بارتكاب جريمة ضد هوية مصر الإسلامية بمنح سيد القمني "منكر النبوة" جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية.
 
وكان الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري أقام دعوى قضائية يطالب فيها بسحب جائزة الدولة التقديرية من القمني بدعوى أنه سب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
 
ومن جانبها، طلبت ابنة الكاتب سيد القمني من وزارة الداخلية المصرية حماية أبيها من مخاطر ما قالت إنها اتهامات أطلقها إسلاميون بتكفيره، معبرة عن خشيتها من أن يلقى مصير المفكر المصري الراحل فرج فودة الذي اغتيل في تسعينيات القرن الماضي.
 
وأضافت أنها بصدد تجهيز مذكرة قانونية لتقديم بلاغ إلى النائب العام المصري ضد جبهة علماء الأزهر والدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق والداعية يوسف البدري وقيادة جماعة الإخوان المسلمين.
المصدر : الألمانية