أطفال فلسطين يرسمون طريق العودة
نقولا طعمة-بيروت
تضمن المعرض 33 لوحة وجدارية مجسّمة، اعتمدت غالبيتها على عمل جماعي ومبادرات فردية استخدم فيها المشاركون أساليب فنية مختلفة مثل الأكريليك والكولاج والدهان بالأقلام، ومواد مختلفة.
وكشفت اللوحات المشاركة في المعرض عن إدراك عميق لمعنى التهجير لدى الأطفال الذين عبروا عن ذلك بتضمين اللوحات مفاتيح تشير إلى البيت الذي طرد أهلهم منه.
قسمت بعض اللوحات إلى أجزاء مختلفة الأحجام، ورسم الأطفال في جزء منها ما يتعرض له الفلسطينيون من قصف منازلهم وعمليات القتل والتهجير، وفي قسم آخر من اللوحة أعمال المقاومة، بينما عكس قسم ثالث الحياة الاجتماعية العامة.
رؤى العودة
وعلى لوحات أخرى كتب ما حكاه الأطفال: "فلسطين يا أرض الجدود إليك لا بد أن نعود"، و"إجت (النكبة) بفصل الشتاء وكانت الساعة العاشرة إلا ربعا"، و"النكبة شجرة صبار كاذبة"، و"إجت النكبة من طريق بعيدة"، و"النكبة طعمتها زي البحر المالح".
في حين وضعت بعض اللوحات بتشكيل من أوراق الجرائد والأقمشة أظهرت نساء فلسطينيات راحلات.
وتحدّثت منسقة برنامج التربية الفنية في مؤسسة غسان كنفاني الثقافية ليلى كنفاني للجزيرة نت عن المؤسسة أولا، فذكرت أنه توجد سبعة مراكز في المخيمات الفلسطينية في لبنان، اثنان في الشمال وثلاثة في بيروت وآخران في الجنوب، وتضم رياض أطفال ومركزي تأهيل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الجسدية والذهنية وثلاث مكتبات للأطفال.
الأطفال والنكبة
وأضافت أنه تم اختيار موضوع النكبة ليكون الموضوع الرئيسي للمعرض حيث قامت الجهة المشرفة على مواكبة أعمال الأطفال وتعابيرهم البصرية عن النكبة عبر طرح الأسئلة الفردية والجماعية بطريقة يتوازى فيها التعبير اللغوي مع التعبير البصري، وذلك للتعرف على مفهوم النكبة لدى الأطفال.
وعلق أحمد عثمان -صحفي في وكالة الأنباء الفلسطينية– على مشاهداته بالمعرض قائلا "لقد عبر الأطفال من خلال رسوماتهم عن العودة، فهل يصدق عقل أن أطفالا بعمر 5 أو 6 أعوام يتخيلون ويفكرون فيرسمون أرضهم ويعبرون عن استيائهم لوجودهم خارج وطنهم الأم؟ الأطفال حكوا عن فلسطين مثلما تعيش وتتربع في قلوبهم الصغيرة".
أما فادي عبود وهو مواطن لبناني جاء لزيارة المعرض فقد أعرب عن إعجابه بأعمال الأطفال الذين "عبروا عن المأساة وكأنهم داخل فلسطين دون أن يعيشوا حالة الهجرة"، معتبرا أنه "جميل بعد 60 عاما أن نرى هؤلاء الأطفال متمسكين بأرضهم، وسيبقون يعبرون بالفنون خارج وطنهم وبالحجارة والسلاح داخله".