اليونان تصدر أول دليل للآثار العثمانية بالبلاد

إصدار أول دليل عن الاثار العثمانية في اليونان
غلاف أول دليل عن الآثار العثمانية في اليونان (الجزيرة نت)

شادي الأيوبي-أثينا
 
أصدرت وزارة الثقافة اليونانية مؤخرا دليلا عن الآثار العثمانية التي تم ترميمها في اليونان، ليكون بذلك أول دليل يوناني رسمي عن هذا الموضوع.
 
ومول الاتحاد الأوروبي هذا المشروع. وتعود الآثار المشمولة فيه بالتوثيق إلى نحو 500 عام. وتتوزع جغرافيا على جميع أنحاء اليونان.
 
ويقع الدليل في 495 صفحة من القطع الكبير وشمل 191 آثرا من الآثار العثمانية التي تم ترميمها في اليونان بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ومنها مساجد ومدارس وقصور وقلاع وحمامات ومبان إدارية ومعسكرات وشبكات مياه ري وجسور وأسواق تجارية ومدافن ومؤسسات خيرية وأبراج وغيرها.
 
وتقول المسؤولة الأكاديمية عن الدليل إيوانا ماكري إن الفكرة بدأت منذ سنوات عديدة ثم جاء التطبيق مع التمويل الأوروبي للبرامج الثقافية، وتضيف أنه اشترك في الدليل اختصاصيون وخبراء وأكاديميون من وزارة الثقافة ومن جامعة كريت التي تحوي قسما للدراسات عن الآثار البيزنطية والعثمانية.
 
وأشارت ماكري إلى أن الكتاب هدف إلى إظهار تلك الآثار وإبراز عمليات الصيانة التي جرت، وقد تم استعمال الكثير منها كمتاحف وغيرها، موضحة أنها المرة الأولى التي يستطيع فيها القارئ مشاهدة كل تلك الآثار مجتمعة في دليل واحد، وهو يساعد المختصين وغيرهم على الاطلاع عليها.
 
ولم تستبعد ماكري أن يصدر دليل آخر يشمل ما تبقى من الآثار العثمانية، لكنها رهنته بالتمويل المقدم من البرامج الحكومية والأوروبية.

وثيقة رسمية

من ناحية أخرى، قال أحمد أمين -وهو مدرس مساعد في كلية الآثار في الفيوم وطالب دكتوراه في الآثار العثمانية في اليونان- إن الكتاب يشكل أول وثيقة رسمية عن الآثار العثمانية في اليونان، وقد بذل في مادته العلمية وإخراجه الفني جهد كبير.
 
وأضاف أمين أن الدليل لا يحوي كل الآثار العثمانية باليونان بل معظم المتبقي منها وأكثرها شهرة وحفظاً، حيث عانت الآثار العثمانية في اليونان طوال القرن العشرين من الإهمال أو التغيير لأسباب سياسية وتاريخية لا تخفى على أي مطلع على تاريخ اليونان، ووصل الأمر في بعض المراحل إلى التدمير جراء الحروب أو الإزالة جراء تعديل تخطيط المدن وشق الشوارع وتغيير المعالم إثر تغيير وظيفتها ودورها.
 

"
كان في اليونان 361 مسجدا جامعا و499 مسجدا صغيرا و100 مدرسة للكبار، و115 مدرسة للصغار (تعليم ابتدائي)، و45 عمارت (دار إطعام الفقراء مجاناً) و69 ضريحا للشخصيات الاعتبارية والدينية
"

ويوضح أمين أنه بناء على رحلة الرحالة التركي المشهور أوليا جلبي لليونان في أواخر القرن السابع عشر والسالنامات (التقارير السنوية) العثمانية فقد كان في اليونان 361 مسجدا جامعا و499 مسجدا صغيرا و 100 مدرسة للكبار، و 115 مدرسة للصغار (تعليم ابتدائي)، و45 عمارت (دار إطعام الفقراء مجاناً) و69 ضريحا (للشخصيات الاعتبارية والدينية) و93 حماما.

 
كما يوجد سبعة باذستان (مجمع تجاري خاص بالأقمشة ومركز للتجار) و175 خانا (منشأة تجارية بين المدن للقوافل والتجار) و17 تكية للصوفيين والدراويش، وأكثر من 1000 عين ماء (جشمة)للمارة، وثلاثة كرافانات سراي (منشأة تجارية)، وثكنتان للعسكر، ومستشفى واحد، و44 مكتب تعليم للأطفال، و113 سبيلا لسقاية المارة، و 20 جسرا، و5 أبراج ساعة.
 
ويؤكد أمين أن نسبة الآثار المتبقية في الوقت الراهن لا تتجاوز 10% في أحسن الأحوال. وشدد على ضرورة افتتاح أقسام أكاديمية مستقلة لتلك الحقبة التي استمرت حوالي خمسمائة سنة ولا تزال آثارها واضحة في البلد إلى اليوم بكل وضوح.
المصدر : الجزيرة