فعاليات في شرق أوكرانيا وجنوبها للتعريف بالإسلام

ندوة ثقافية تعرف على نبيك محمد صلى الله عليه و سلم
الندوات استمرت لأكثر من ثلاثة أسابيع غلب عليها الطابع التعريفي بأخلاق الرسول الكريم (الجزيرة نت)

محمد صفوان جولاق-القرم

 
تحت عنوان "تعرف على نبيك", نظم اتحاد المنظمات الاجتماعية في إقليمي شبه جزيرة القرم بجنوب أوكرانيا والدونباس (الرائد) سلسلة ندوات ثقافية بالتعاون مع الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا.

وقد غلب على الندوات التي استمرت لأكثر من ثلاثة أسابيع اعتبارا من الشهر الحالي طابع الحملة التعريفية بالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

وشارك في تلك اللقاءات آلاف من التتار المسلمين، ومئات آخرون من الأوكرانيين غير المسلمين المهتمين بالإطلاع على جوانب من شخصية وحياة الرسول ورسالة الإسلام التي حملها.

كما تضمنت فعاليات الندوات توزيع نسخ من القرآن الكريم وآلاف الكتب والأقراص والمنشورات التعريفية بالإسلام.

وفي هذا الصدد يقول رئيس اتحاد الرائد الدكتور إسماعيل القاضي للجزيرة نت إن هذه الندوات جزء من برنامج ثقافي ضخم ولدت فكرته بعد أحداث الرسوم الدانماركية المسيئة، وهو يهدف بالدرجة الأولى إلى نشر مفهوم سليم بين الأوكرانيين والمسلمين التتار عن حقيقة شخصية النبي الكريم ودين الإسلام.

القاضي: الندوات جزء من برنامج ثقافي ضخم ولدت فكرته بعد الرسوم المسيئة (الجزيرة نت) 
القاضي: الندوات جزء من برنامج ثقافي ضخم ولدت فكرته بعد الرسوم المسيئة (الجزيرة نت) 

الحقبة السوفياتية
وأشار إلى أن الحقبة السوفياتية السابقة التي عاشتها أوكرانيا أدت إلى تشويه جزء كبير من ارتباط التتار بدينهم ومعرفتهم به وذوبان سلبي في المجتمع الأوكراني.

ولاحظ القاضي إقبالا كبيرا من قبل التتار المسلمين وشريحة واسعة من الأوكرانيين على هذا النوع من النشاطات الثقافية، مشيرا إلى أنها دفعت بالتتار إلى الاعتزاز بدينهم وهويتهم والتعايش الإيجابي البناء في مجتمعهم الأوكراني، ودفعت بعشرات الأوكرانيين إلى اعتناق الإسلام.

يذكر أن تعداد المسلمين في أوكرانيا يبلغ نحو مليوني نسمة من أصل نحو 46 مليونا، يعيش معظمهم في إقليم شبه جزيرة القرم جنوب البلاد (تتار القرم)، وفي إقليم الدونباس الشرقي (تتار كازان)، وينتشر الباقون (من تتار وأوكرانيين اعتنقوا الإسلام) في جميع أرجاء المدن.

وقد هجر نحو 300 ألف من تتار إقليم القرم عام 1944 قسرا إلى دول شرق آسيا وشمال روسيا إبان حكم الزعيم السوفياتي الراحل ستالين بحجة ضعف الولاء لنظام الحكم، فقضى عشرات الآلاف منهم نحبه بسبب الظروف السيئة التي صاحبت عملية التهجير (البرد الشديد والجوع والعطش وانتشار الأمراض المعدية في القطارات التي تم تكديسهم فيها).

وكان من بين هؤلاء علماء وأئمة أثرت وفاتهم سلبا وإلى حد كبير على ثقافة وهوية تتار القرم كمسلمين، فضلا عن هدم النظام ومصادرته للعديد من المساجد والمؤسسات التعليمية والدينية التترية.

المصدر : الجزيرة