الموت يسبق تكريم الطيب صالح في السودان

الجزيرة / جانب من عزاء الطيب صالح في مركز عبد الكريم ميرغني

 جانب من عزاء الطيب صالح في مركز عبد الكريم ميرغني بأم درمان (الجزيرة نت)

عماد عبد الهادي-الخرطوم
 
"هذه هي الدنيا.. مسافر بلا ميعاد" جمل رددها كثير من مثقفي وأدباء وكتاب وصحفيي السودان الذين تدافعوا تسبقهم دموعهم وبعض انتحابهم لمركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأم درمان يعزون أنفسهم في فقيد البلاد الكاتب والروائي الطيب صالح.
 
وفي حين رفع الكثيرون أكفهم بالدعاء لفقيدهم، جلس آخرون كل يتذكر رواية أو موقفا أو محاضرة جمعته بالأديب الراحل، دون أن يذكروا فيها سوى حلو الحديث وطيب المعشر وسعة الصدر والأفق التي كانت تميز الطيب صالح الذي عدوه كاسمه طيبا في معشره صالحا بين الكافة.
 
لكن شيخا ناهز الثمانين رصدته الجزيرة نت وهو يصف عبقرية الشاب الطيب صالح واهتمامه بالأدب في بدايات الخمسينيات من القرن الماضي عندما ترك صالح كلية العلوم بجامعة الخرطوم والتحق بكلية المعلمين الوسطى ببخت الرضا.
 
حيث قال الشيخ الأمين حسن محمد الأمين -المعلم بالمعاش- إن الطيب صالح لم يكمل كلية العلوم بجامعة الخرطوم بل انتقل منها إلى كلية المعلمين الوسطى لاهتمامه العالي بالأدب.
 
وأضاف "بعد تخرجنا منها تم توزيعه ضمن مجموعة صغيرة من المعلمين إلى مدرسة في جبال النوبة بالوسط الغربي للسودان كمعلمين، وذلك في العام 1952م قبل أن تصله برقية تشير إلى قبوله في هيئة الإذاعة البريطانية".
 
المحافل العالمية

 الأمين حسن زميل الطيب صالح فى الدراسة
 الأمين حسن زميل الطيب صالح فى الدراسة

لكن الأمين اعتبر في حديثه للجزيرة نت أن الأديب السوداني رفع اسم السودان في كل المحافل العالمية
"وبالتالي كان من واجب الجميع أن يقف حدادا على فقده"، مشيرا إلى ما سماها بالعبقرية الفذة للراحل.

 
ودعا الأمين إلى إنشاء مركز دولي باسمه تخليدا لذكراه مع إعادة طباعة جميع مؤلفاته ورواياته ونشر كل محاضراته الأدبية والإعلامية لتنهل منها الأجيال المقبلة، حسب قوله.
 
أما الناقد الفني أحمد عبد المكرم فاعتبر أن غياب الأديب صالح يشكل ضربة قوية للأدب والإبداع في السودان "لأنه ظل ولعقود هو العلم والممثل ولأنه أراد أن يؤدي هذا الدور لكل الحركة الثقافية في البلاد".
 
وقال للجزيرة نت إن الطيب صالح استطاع بعزمه "أن يعوض قصور المؤسسات السودانية في الوصول بالأدب السوداني إلى العالمية".
 
وأشار عبد المكرم إلى أن الأديب الراحل حمل في ضميره وكتاباته كل قضايا السودان ومشاكله بفن وحرفيه وجمالية عالية تحتوي على تكتيك وتكنيك فني كبير، مؤكدا أن الطيب صالح نقل الرواية الموضوعية من المدينة إلى الريف الذي يتسم بالبساطة والنبل.
 
غير أن اتحاد الكتب السودانيين -الذي اعتبر أن الموت قد غيب الأديب قبل تكريمه- أكد أن التكريم "يجب أن يتم حتى غياب الطيب صالح". وقال إن شجرة الإبداع التي غرسها صالح لن تموت طالما كان هناك مبدعون وأدباء في السودان.
المصدر : الجزيرة