انطلاق فعاليات ندوة اللغة والهوية بالدوحة

الجزيرة / وزير الثقافة القطرية يتحدث في افتتاح ندوة اللغة والهوية
ندوة اللغة والهوية تتميز بمشاركة متخصصين وخبراء عرب (الجزيرة نت)
 
حسين جلعاد-الدوحة
 
انطلقت اليوم في العاصمة القطرية الدوحة فعاليات ندوة "اللغة والهوية.. دول الخليج العربية أنموذجا" التي تنظمها وزارة الثقافة والفنون والتراث في الفترة بين 15 و17 فبراير/ شباط الجاري بمشاركة نخبة من المتخصصين والخبراء العرب في قضايا اللغة العربية والهوية.
 
وقال وزير الثقافة والفنون والتراث القطري حمد بن عبد العزيز الكواري في كلمة افتتح بها فعاليات الندوة إن اللغة جوهر الهوية وهي منذ القدم المرتكز الوجودي الذي يرتكز عليه وجود الأمة.
 
وأكد أن الدفاع عن "هويتنا" لا يتم إلا عبر "التدرع بسلاح اللغة"، مبديا قلقه على مؤسسات دول الخليج حيث طغت اللغة الإنجليزية على التعليم، إضافة إلى أن العمالة الوافدة تتحدث بلغات أخرى غير العربية.
 
واستشهد في هذا الخصوص بقول مأثور عن الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب قال فيه "تعلموا العربية، فإنها تثبت العقل، وتزيد من المروءة".
 
وقال الكواري "نعيش في عالم من الصراع اللغوي، تنتصر فيه لغات وتنهزم أخرى، ومع هذه الهزيمة تغيب ثقافات وهويات"، مؤكدا أنه "من التعسف فصل الهوية والثقافة عن اللغة"، مشيرا إلى أن تلك العناصر هي أضلاع مثلث واحد لا يقوم ضلع دون ضلعيه الآخرين.
 
الجلسة الأولى
وانطلقت أولى جلسات الندوة التي شارك فيها أكاديميان من سوريا وآخر من مصر وتوزعت على ثلاثة محاور، ناقشت وحدة اللغة والهوية ولغة الغالب والمغلوب واللغة العربية وعصر المعلومات.
 

"
دعا أبو هيف إلى دعم حضور اللغة العربية في ميادين المعلوماتية عبر تفعيل الاتصال في المؤسسات الإعلامية
"

وقال الكاتب والأكاديمي السوري عبدالله أبو هيف في ورقته "وحدة اللغة والهوية.. قضية أمة" إن الإساءات للغة العربية قد تعددت وتبدى ذلك في التسييس القاهر للإصلاح اللغوي وتمثلاته في الحوسبات والشبكات "الإنترنت".

 
ولاحظ أن اللغويين العرب أهملوا تفعيل اللغة العربية وإصلاحها في مجالات رئيسة أبرزها "المعجمية الحديثة والحوسبة النصية والتعريب الآلي والتثاقف اللغوي في مجتمع المعلومات".
 
ودعا أبو هيف إلى دعم حضور اللغة العربية في ميادين المعلوماتية عبر تفعيل الاتصال في المؤسسات الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية في تقصي الفجوة الرقمية في حقل اللغة والثقافة والمعرفة.
 
وأشار في هذا المقام إلى تجربة شبكة الجزيرة في نجاح علاقة الكلمة بالصورة والتطور التكنولوجي والرقمي.
 
أما الأكاديمي ووزير التعليم ووزير الثقافة السوري السابق محمود أحمد السيد فقدم في بحثه "لغة الغالب والمغلوب: تفاعل أم تغيب" قراءة ثقافية حضارية لتاريخ اللغة العربية ومدى تأثيرها في اللغات العالمية الحية منذ عصور الحضارة العربية-الاسلامية، مشيرا إلى أن اللغة العربية في تلك العصور كانت أنموذجا للتفاعل الإيجابي بين الغالب والمغلوب.
 
اللغة الرسمية
وأكد السيد على ضرورة حسم مسألة تعريب التعليم بقرار سياسي سيادي يحفظ اللغة والهوية الحضارية، خصوصا في خضم طغيان العولمة التي تسعى "في جانبها المظلم" إلى تهميش لغات المجتمعات غير الناطقة باللغة غير الإنجليزية.
 

"
أكد السيد على ضرورة حسم مسألة تعريب التعليم بقرار سياسي سيادي يحفظ اللغة والهوية الحضارية خاصة في خضم طغيان العولمة
"

ودعا الدول العربية إلى التطبيق الفعلي إلى ما نصت عليه دساتيرها في اعتماد العربية لغة رسمية لجميع أقطار الأمة العربية.

 
من جهته قال المفكر المصري نبيل علي إن اللغة في عصر المعلومات واقتصاد المعرفة تلعب دورا أكثر خطورة من قبل لأسباب عدة أهمها محورية الثقافة في منظومة المجتمع المعاصر، والأبعاد اللغوية لظاهرة العولمة، والمدخل اللغوي للتكتلات الكبرى مثل الفرانكفونية وإنجلوفونية وإسبانوفية.
 
وشدد علي أن الإعلام الغربي الذي ينطق باللغة العربية مثل محطات كثيرة إنما هو محاولة لاستغلال اللغة بغية إحداث خرق في الوعي العربي.
 
وأضاف أنه "لا مجتمع يمكن أن يقام دون أن تكون اللغة أداة انتشالنا من الكبوة التربوية التي نعيشها".
 
وتتواصل الندوة في اليومين القادمين بجلستين حول اللغة العربية وطغيان الانجليزية، ودور مجامع اللغة العربية في التطوير والمواكبة واستحداث المفاهيم، وإشكاليات التعليم باللغة الإنجليزية في دول مجلس التعاون الخليجي، والعمالة الأجنبية وقضايا الهوية في الخليج العربي، وغياب الهوية في لغة الإعلام.

المصدر : الجزيرة