هل يصل الكتاب العراقي إلى العرب

معرض الكتب في السليمانية

الكتاب العراقي حاضر في معارض الداخل مفقود في الخارج (الجزيرة نت-أرشيف)

الجزيرة نت–بغداد

انزوى الكتاب العراقي ولم يعد له حضور ملموس في معارض الكتاب التي تقام سنوياً في أغلب العواصم العربية، متأثراً بالظروف الصعبة التي يعيشها العراق منذ عام 2003 وحتى الآن.

ولأن الكتاب نافذة للفكر والثقافة والإبداع، فإن غيابه عن الساحة العربية ينعكس سلباً على قنوات التواصل مع الإنتاج الفكري العراقي.

ويرصد هذه الظاهرة الدكتور عصام خضير عضو جمعية الناشرين العراقيين ويقول للجزيرة نت إن معرض بيروت الأخير -الذي أقيم في وقت سابق من الشهر الجاري- كانت مشاركة الكتاب العراقي المنشور داخل العراق ضعيفة جدا فيه.

لكن في المقابل نجد أسماء كثيرة لمؤلفين عراقيين نشروا إنتاجهم الأدبي والعلمي والفني في دور نشر خارج العراق، وهذا سببه عدم وجود جهات متخصصة ودور نشر متمكنة لطباعة ونشر الإنتاج العراقي، بشكل ينافس أو يوازي على الأقل ما هو موجود من إمكانيات خارج العراق.

خضير: جهود وزارة الثقافة ضعيفة في دعم النشر لعدم تخصيص مبالغ كافية للمؤلفين لنشر إنتاجهم (الجزيرة نت)
خضير: جهود وزارة الثقافة ضعيفة في دعم النشر لعدم تخصيص مبالغ كافية للمؤلفين لنشر إنتاجهم (الجزيرة نت)

إمكانات ضعيفة
ويضيف خضير أن إمكانات وزارة الثقافة ضعيفة في دعم النشر بسبب عدم تخصيص مبالغ كافية للمؤلفين لنشر إنتاجهم، وهو أحد أسباب ضعف المشاركة في المعارض العربية، إضافة إلى قانون الجمارك الذي يعوق خروج الكتب واستحواذ جهات متنفذة على موضوع النشر حيث تستغله لخدمة مصالحها وتوجهاتها.

ويؤكد خضير أن معالجة هذا الخلل تحتاج إلى تعديل قانون الجمارك ليواكب التطور الحاصل في المشاركات العربية والدولية في معارض الكتب، وكذلك تكوين اتحاد للناشرين كما هو معمول به في أغلب البلدان.

ويقر صاحب الزبيدي -وهو مالك مكتبة ويعمل في مجال نشر وتوزيع الكتاب في العراق- إن صناعة الكتاب في العراق تراجعت، كما أن الناشرين العراقيين يواجهون مشاكل عديدة، من أهمها عدم وجود صناعة متطورة للكتاب وقانون الجمارك الذي وضع قبل نحو 30 عاما.

ويضيف الزبيدي أن المؤلف العراقي له حضور في لبنان والأردن ونسبة كبيرة من المؤلفات في هاتين الدولتين هي لمؤلفين عراقيين.

وأخيرا فإن الزبيدي يؤكد أنه لحل مشكلة عدم حضور الكتاب العراقي في المعارض العربية لابد من توفر عاملين، أولهما الاهتمام بصناعة الكتاب، والثاني ضرورة تغيير النمط القديم المتعلق بإصدار كتب أحادية الجانب تركز على وجهة النظر الرسمية فقط.

المصدر : الجزيرة