الدانمارك تحتفل برواية "رأيت رام الله"

الحضور استمع لعدة قصائد للبرغوثي بالعربية والدانماركية
الشاعر البرغوثي أحيا أمسيات
نضال أبو عريف-كوبنهاغن
 
احتفلت جامعة كوبنهاغن بإصدار الترجمة الدانماركية لرواية "رأيت رام الله" للشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي فنظمت أمسيات شعرية نهاية الأسبوع الماضي بالتعاون مع جمعية الكتاب الدانماركيين، وتم تسليط الضوء على أهمية ترجمة الأدب العربي إلى الدانماركية ودور الشعر والأدب في نشر المعرفة وبناء الجسور بين الحضارات.
 
وأحيا البرغوثي أمسية شعرية نظمتها جمعية البيت الفلسطيني مساء السبت، التقى خلالها بأبناء الجالية العربية والفلسطينية. وأعرب الشاعر الفلسطيني عن سعادته بصدور روايته باللغة الدانماركية واعتبرها فرصة فريدة للوصول إلى القارئ الإسكندنافي.
 
وقال البرغوثي في تصريح للجزيرة نت "سرني اللقاء مع الجمهور الدانماركي وأسئلتهم كبيرة ومهمة جدا، فمن الضروري أن تقرأ الثقافات الأخرى إنتاجنا الأدبي، فلقد كان العربي على مدار السنين هو المتلقي لثقافات الآخرين".
 
وأضاف "آمل أن تمهد هذه الترجمة إلى وعي أكبر بحياة الفلسطينيين وتاريخهم لدى القارئ الدانماركي"، وأشار إلى ضرورة ترجمة الثقافة العربية بكل أبعادها إلى لغات عالمية لتبيان دورها كثقافة عالمية رائدة.
 
وكانت رواية "رأيت رام الله" قد ترجمت إلى أربع عشرة لغة منذ صدورها عام 1996 كان آخرها إلى اللغة الصينية والجورجية، وقد حصلت الرواية على جائزة نجيب محفوظ للأدب عام 1997.
 
وتناول البرغوثي في الأمسيات الشعرية الدور الذي يلعبه الجسر الذي يربط الضفة الغربية بالأردن، وكيف أن ملايين الفلسطينيين في أرجاء العالم ينتظرون اللحظة التي يعبرون فيها إلى وطنهم الأم الذي طردوا منه قسرا عبر ذلك الجسر، ورسم صورة للحياة في بلدته دير غسانة. واستمع الحضور إلى قصائد للبرغوثي باللغتين العربية والدانماركية.

غلاف الترجمة الدانماركيةلرواية رأيت رام الله (الجزيرة نت)
غلاف الترجمة الدانماركيةلرواية رأيت رام الله (الجزيرة نت)

نقلة نوعية


وعبرت المترجمة الشابة كارولينه جيلليرود عن سعادتها بإنجاز هذا العمل وأضافت للجزيرة نت "أنا سعيدة جدا بأن سنحت لي الفرصة بترجمة هذا العمل الهام، لقد كانت فترة العمل شاقة صعبة ولكنها في نفس الوقت ممتعة، حيث أن أسلوب البرغوثي يتمتع بسردية ذاتية نادرة".
 
وبدورها اعتبرت جون ضاحي -الأستاذة في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة كوبنهاغن- الترجمة الجديدة نقلة نوعية في التواصل بين الأدب العربي والدانماركي. وقالت للجزيرة نت "نحن فخورون بهذه الترجمة لما تحمله من معان عديدة، خصوصا لأنها تمت مباشرة من العربية إلى الدانماركية وكذلك لأن المترجمة حافظت على روح النص وجماليته".
 
وأوضحت ضاحي والتي تدرس قواعد اللغة العربية في  جامعة كوبنهاغن منذ سنوات طويلة أن قسم دراسات الشرق الأوسط واللغة العربية يشهد إقبالا من الشباب الدانماركي الراغب بمعرفة المزيد عن الثقافة العربية بدون أي وسيط لغوي علاوة على التحاق أبناء الجيل الثاني من أبناء المهاجرين العرب يلتحقون بهذه الدراسات.
 
وتوقعت تزايد أعداد الترجمات في الفترة المقبلة مما سيكون له أثر كبير على التواصل بين الدانمارك والعالم العربي حسب قولها.


"
من الضروري أن تقرأ الثقافات الأخرى إنتاجنا الأدبي، فلقد كان العربي على مدار السنين هو المتلقي لثقافات الآخرين

الشاعر مريد البرغوثي
"

التبادل الثقافي
أما الصحفي البارز ورئيس الفرع الدانماركي من رابطة القلم الدولية أندرس جيريكو فقد لفت الانتباه إلى أهمية الترجمات الأدبية وقال للجزيرة نت "الغرب تعود دائما على أن يتحدث عن العالم العربي وليس مع العالم العربي ولكني بدأت ألاحظ تغيرا إيجابيا في السنوات القليلة الماضية، هذا شيء مهم جدا لأننا يوميا نكون عرضة للغة السياسيين والإعلام المبسطة والنمطية".

 
وأكد جيريكو على ضرورة الاطلاع على تجربة الكتاب في العالم العربي حيث أن التبادل الأدبي يضمن فهم الحياة في المجتمعات الأخرى، مشيرا إلى أن الأدب لغة تتحدى الحدود وتتجاوزها، مما يجعله أهم عنصر لتواصل الحضارات وأداة تفتح الأبواب بين الشعوب.
 
وبين جيريكو أن رابطة القلم الدولية لديها خبرات جيدة في التعامل مع العالم العربية وأضاف "قبل عدة سنوات لم يكن هناك أي تعاون يذكر بين العالم العربي والدانمارك ولكننا الآن بدأنا نشاهد تبادلا ثقافيا وأدبيا من المهم أن يستمر لأنه سيؤدي بلا شك إلى ترسيخ التفاهم والاحترام المتبادل".
المصدر : الجزيرة