مسرح العرائس في باكستان يكافح من أجل البقاء

يبدو فيها بعض الفنانين وهم يمسكون بعصي الدمى ويحركونها من أسفل. - الجزيرة نت

بعض الفنانين وهم يمسكون بعصي الدمى في مسرح العرائس (الجزيرة نت)

مهيوب خضر-راولبندي

ازدهر مسرح العرائس لعقود وهيمن على الساحة الفنية في شبه القارة الهندية عموما وباكستان خصوصا، ولكنه اليوم على حافة الاندثار.

فهذا الفن الذي كان بطل الساحة حتى الستينات من القرن الماضي هوت شعبيته اليوم إلى حد كبير ولم يعد أحد يلتفت إليه، ما دفع بوزارة الثقافة الباكستانية إلى دق جرس الإنذار ورسم خطط للحفاظ عليه من الاندثار.

وفي سياق هذه الخطة تقدم عروض أسبوعية للعرائس مجانا على خشبات المسارح الحكومية في كبرى المدن، يصاحبها ترويج لها في وسائل الإعلام وتدريب الشباب في محاولة لإعادة بعض الحيوية لهذا المسرح.

منافسة لا ترحم

جانب من مسرحية تعرض على مسرح عرائس مدينة راولبندي (الجزيرة نت)
جانب من مسرحية تعرض على مسرح عرائس مدينة راولبندي (الجزيرة نت)

ويتحدث بهذا الصدد ذو الفقار أحمد مسؤول مسرح العرائس في مدينة راولبندي عن أمجاد مسرح العرائس معلقا الأمل على جهود وزارة الثقافة التي تبذل جهودا منذ عام 1975 للحفاظ على هذا الفن كي يستمر في الوجود بعد أن تخلى عنه جمهوره جملة واحدة، لصالح وسائل الترفيه التي أفرزتها التقنية الحديثة مثل الأقراص المضغوطة وأفلام الرسوم المتحركة ودور السينما وغيرها.

ومسرح العرائس ليس نوعا واحدا فمنه ما يعتمد على أيدي الفنانين في تحريك العرائس المثبتة على عصي، ومنه ما يستخدم الخيوط المعلقة ومنه ما يعتمد على مهارة الكف وسرعة تحريك القفاز الذي يلبسه الفنان، وصولا إلى مسرح خيال الظل وغيرها، وهي في مجموعها مهارات فنية بحاجة إلى تدريب طويل وشاق لاكتسابها.

إلا أن الأمر قد يهون إذا ما تعلق الأمر بجمهور مسرح العرائس المستهدف وهم الأطفال أولا والكبار ثانيا، وكما يقول أحمد فإن مسرح العرائس يطرح اليوم قضايا اجتماعية وإنسانية وصحية وتعليمية وأخلاقية هدفها إصلاح النشء من خلال أعمال يشارك فيها عشرات الفنانين مصحوبة بأصوات وإضاءة تلفت الانتباه وتزيد من الرغبة في المتابعة.

الجمهور غالبه من الأطفال (الجزيرة نت)
الجمهور غالبه من الأطفال (الجزيرة نت)

مع الجمهور
وفي جولة للجزيرة نت على أحد مسارح العرائس التقت الطفلة وردة (12 عاما) والتي خرجت من المسرح والابتسامة على وجهها بعد أن شاهدت عرضا من قصص التاريخ، ووصفت مسرح العرائس بأنه كان جميلا ومسليا، وبدا بالنسبة لها أفضل من الرسوم المتحركة التي تعكف على مشاهدتها عبر شاشة التلفاز في المنزل.

كما أثار العرض شجون الماضي لدى العديد من الآباء والأجداد الذين صحبوا أبناءهم للمسرح فتنوير حسين راح يتذكر أيام طفولته وكيف كان يجتمع هو ومن هم في سنه حول مسرح العرائس المتجول الذي كان يجوب القرى بعرائسه مما يحول العرض إلى مهرجان ثقافي يتردد صداه في كل منزل.
 
والجدير بالذكر أن وزارة الثقافة الباكستانية تغتنم المناسبات الوطنية وأيام الأعياد لتنظم عروضا لمسرح العرائس، مع الإشارة إلى أن باكستان حملت عام 1992 راية أول مهرجان عالمي لمسرح العرائس على أرضها.

المصدر : الجزيرة