باحثة أميركية: الغرب يريد إعادة تعريف الإسلام

مؤتمر للمفكرات المسلمات في طهران بحث القيم والعفة والحجاب

مؤتمر للمفكرات المسلمات في طهران بحث القيم والعفة والحجاب (الجزيرة نت) 
 

فاطمة الصمادي-طهران
 
تشير الباحثة الأميركية زهراء غونزاليس إلى أن تحديات القيم بالنسبة للمجتمعات الإسلامية في الغرب قديمة قدم وجود المهاجرين المسلمين بأوروبا، ولكنها ترى أنها اتخذت شكلا أكثر حدة وخطورة بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001.
 
وتذهب غونزاليس في حديث للجزيرة نت أثناء مشاركتها بمؤتمر المفكرات المسلمات الذي عقد في طهران إلى أن شعار تحرير المرأة المسلمة أصبح مرافقا للغزو العسكري، وكان من عناوين غزو أفغانستان الرئيسية.
 
وأعادت إلى الذاكرة ماصرحت به  لورا زوجة الرئيس الأميركي جورج بوش في بدايات الحرب إذ قالت "قتالنا ضد الإرهاب هو في الوقت ذاته نضال من أجل حقوق وكرامة النساء".
 
وترى غونزاليس أن المعضلات التي يتعرض لها المسلمون الملتزمون بتطبيق أحكام دينهم في الغرب معقدة وكثيرة، ولكن "أبرز تجلياتها ينصب على المرأة ضمن عنواني العفة والحجاب".
 
وتعتقد الباحثة أن ما يجري في فرنسا هو عمل منظم لتغيير القناعات المستقرة في نفوس المسلمين حول هذين العنوانين، وتشرح أن الحكومة والجماعات النسوية الفرنسية قامتا بصياغة صورة نمطية ترى أن أي امرأة ترتدي الحجاب أو تختار نمط حياة يستند إلى العفة هي ضحية لظلم الرجل وخاضعة لسلطته.
 
زهراء غونزاليس في مؤتمر طهران للمفكرات (الجزيرة نت)
زهراء غونزاليس في مؤتمر طهران للمفكرات (الجزيرة نت)

إنقاذ المسلمات
وتوضح غونزاليس أنه ضمن الصورة النمطية هذه تقدم الحكومة والجماعات النسوية الفرنسية نفسيهما كمنقذ للمسلمات عبر شعارات تحرير المرأة المسلمة من القوانين الإسلامية "الرجعية" وغيرها من الشعارت التي تصفها بأنها "مليئة بالمغالطات على صعيد المفهوم والواقع" خاصة وأن طريقة التحرير المقترحة واحدة وهي "اتباع النمط الغربي في اللباس والحياة في اختزال واضح وفهم مجحف للإسلام في محاولة لإخضاعه للمنظومة الحضارية الغربية".

 
إسلام يعترف بالشذوذ
وتحذر غونزاليس مما يجري في الغرب ويصاحبه امتدادات بالعالم الإسلامي تحت مسمى "إعادة تعريف الإسلام" من خلال المفكرين المسلمين، وتقول "أصبحت أمنة ودود منذ أن أمت المصلين في صلاة مختلطة (طفل الملصقات) المفضل في الغرب لجميع حملات إعادة التعريف هذه".
 
وتتعدد العناوين والأهداف برأي غونزاليس فمن تحرير الإسلام والمرأة المسلمة من السلطة الذكورية إلى تقديم تفسير وقراءة جديدة للقرآن الكريم وصولا لما تسميه ودود "جهاد الجندر".
 

"
غونزاليس: التعريف الجديد يقدم اسلاما يعترف بالشذوذ ويقبله
"

ومشكلة هذا التيار -كما توضح غونزاليس- أنه ببساطة ينطلق من الأطر المرجعية الغربية، ويستعير أنماطها ومصطلحاتها ويوجه ضربة للقيم كما يراها المسلمون.

 
وخلصت غونزاليس إلى القول "اليوم تجري عمليات إعادة تعريف الإسلام بتسارع وقوة ودعم سياسي، والخطورة تكمن في أن التعريف الجديد يقدم إسلاما يعترف بالشذوذ ويقبله.
 
ويقف أتباع التعريف الجديد لصلاة مختلطة وبدون حاجز ، ويحبذ علاقات جنسية متعددة دون قيد، ويرضى بتراجع القيم وغياب الروح.
المصدر : الجزيرة