العود عبر العصور بندوة فنية في مسقط

منصة تقديم اوراق العمل
الكثيري (وسط) شدد على ضرورة الاعتناء بعود القنبوس القديم (الجزيرة نت)

طارق أشقر-مسقط

 
أقيم في العاصمة العمانية مسقط أمس ندوة فنية بعنوان "تطور آلة العود عبر العصور" وعرض مسرحي بعنوان "العود عبر التاريخ" بالإضافة إلى حفل فني ساهر للعزف على آلة العود، وذلك ضمن برنامج الاحتفال بافتتاح المقر المؤقت لجمعية هواة العود.
 
واستعرضت الندوة تطور آلة العود عبر التاريخ وأنواع هذه الآلة ومسمياتها مثل العود الشامي والعراقي والمغاربي وعود القنبوس في اليمن وغيرها، وأكد المشاركون على ضرورة الاهتمام بآلة العود والحفاظ على دورها في الموسيقى العربية.
 
وضمت الندوة ثلاث أوراق عمل، كانت الأولى بعنوان "آلة العود في الجزيرة العربية" لمدير مركز عمان للموسيقى التقليدية مسلم بن أحمد الكثيري، والثانية بعنوان "العود الشرقي في الوطن العربي" لمدير المعهد العالي للموسيقى بالجامعة التونسية محمود قطاط، أما الثالثة فحملت عنوان "العود في العالم" لنائب رئيس جامعة روح القدس اللبنانية يوسف طنوس.
 
وأوضح الكثيري في ورقته أن آلة العود لم تحظ بما تستحقه من اهتمام في الجزيرة العربية بسبب انتقال المركز الحضاري الموسيقي منها إلى الشام ومصر في فترة من فترات التطور الحضاري في المنطقة.
 
وشدد على ضرورة تعزيز الاهتمام بالجانب التطبيقي في العود والاعتناء بعود "القنبوس" القديم وبعود "الحيرة" الحديث، مؤكدا على أهمية مواصلة البحث في دور الجزيرة العربية في نشأة وتطور الموسيقى العربية.
 
آلة كاملة
 خليفة: العود أصبح أكثر انتشاراً (الجزيرة نت)
 خليفة: العود أصبح أكثر انتشاراً (الجزيرة نت)

وفي لقاءات للجزيرة نت مع بعض المشاركين نفى الموسيقار اللبناني مارسيل خليفة أن يكون العود آلة للنخبة من الموسيقيين والمستمعين، مؤكدا أنه أصبح أكثر انتشارا من قبل لكونه "آلة كاملة تستطيع أن تعزف عليها في مختلف الأجواء لتؤدي عملا موسيقيا منفردا أو ثلاثيا أو رباعيا".

 
وأوضح خليفة أن آلة العود لها مكانتها النبيلة ولا تتأثر بما تنقله الفضائيات من "كابريهات موسيقية" -حسب قوله- تعمل على تسطيح  المستمع، مؤكدا أنه إذا "أتاحت الفضائيات مساحات أوسع للأعمال الجيدة فستصل إيقاعات العود الراقية إلى الجميع".
 
بدوره قال الموسيقار العراقي نصير شمة للجزيرة نت إن جمعية هواة العود تعد أفقا ثقافيا وفنيا يستطيع أن يعزز القدرات الفنية للشباب العماني ويصقل مهاراتهم، معبرا عن اعتقاده بأن العود يعيش عصره الذهبي حيث "أصبحت له بيوت تعنى بتطويره وعازفون مهرة ويقبل عليه الكثيرون من الهواة والمحبين له."
 
وعن مزاحمة بقية الآلات الموسيقية للعود أوضح شمة أن "صمود العود منذ العام 2350 قبل الميلاد إلى يومنا هذا يبين أنه سيظل لسان حال الثقافة العربية ولسان حال المجتهد العربي، فقد سبق أن تعامل معه من المجتهدين ابن سينا والفارابي والكندي وغيرهم".
المصدر : الجزيرة