المقاومة الفلسطينية في معرض لفنان تشكيلي في الأردن
16/11/2008
توفيق عابد-عمان
يقام في رابطة التشكيليين الأردنيين في العاصمة عمان معرض "فنان وقضية" للفنان التشكيلي عبد الحي مسلم يمجد المقاومة ويطرح قضايا قومية وإنسانية وأحداثا محددة بتقنية نشارة الخشب والغراء.
المعرض الذي رعته وزيرة الثقافة الأردنية الدكتورة نانسي باكير ويستمر حتى الخميس المقبل ضم 23 عملا رصدت الجدار العنصري والانتفاضة ومحرقة غزة ومجزرتي مخيم جنين وقرية الدوايمة وقامات شعرية وتشكيلية اختطفها الموت كمحمود درويش ومصطفى الحلاج وناجي العلي.
التزام
وفي مقابلة خاصة مع الجزيرة نت قال الفنان عبد الحي مسلم إن أعماله تبرز مدى التزام الإنسان الفلسطيني بقضيته رغم كل ما يدور حولها ومحاولة الالتفاف عليها وقمع شعبها.
وأضاف أن المعرض توثيق للمجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين والبطولات الخارقة التي قدمها الشعب الفلسطيني رغم إمكانياته المحدودة إضافة للتراث الذي تسعى إسرائيل لسرقته كما اغتصبت الأرض ونسبتها لليهود.
وأضاف الفنان مسلم أنه يوجه رسالة لمن يحب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ليعملوا جاهدين للحفاظ على الحقوق الثابتة.
وقال "لديّ ما بين ستمائة وسبعمائة عمل فني منذ بداية حياتي مكرسة لقضية شعبي، وحلمي أن يكون لها متحف صغير لأنها توثيق لمحطات تاريخية من مسيرة الشعب الفلسطيني تكون مرجعا للأجيال المقبلة لتعرف ما حلّ بأجدادهم وآبائهم وأمهاتهم من ظلم وجور وما فعلوه لمقاومة تهويد وطنهم".
ويصف مسلم نفسه بأنه فنان فطري وواقعي يميل للون القريب للأرض والطبيعة وقال إن الأخضر الذي يشير لاستمرار الحياة والبني الذي يمثل الأرض وألوان تطريز الثوب الفلسطيني الرائعة تطغى على جميع الأعمال تقريبا بالإضافة لألوان الكوفية الفلسطينية.
وبحسب مسلم لا تستطيع ريشة أو قصيدة تجسيد المجازر الإسرائيلية لبشاعتها ووقوعها يوميا أمام صمت عربي وعالمي، موضحاً أنه شهد مجزرة مسجد الدوايمة بنفسه.
تقنية عالية
من جانبه قال الناقد غازي انعيم رئيس رابطة الفنانين التشكيليين للجزيرة نت إن أعمال مسلم مشغولة بتقنية نشارة الخشب والغراء، مؤكداً أن هذه العناصر لم تكن موجودة في السابق ضمن عناصر الفن التشكيلي.
وأضاف انعيم أن "الفنان مسلم هو الذي اكتشف هذا الفن وأول من عمل عليه وأصبح لصيقاً به ومن خلاله صاغ مواضيع متعددة".
وبحسب انعيم فهناك إشارات لأشعار محمود درويش وأخرى تراثية تحرض على التشبث بالأرض بالتركيز على شجرة الزيتون لأهميتها في حياة الشعب الفلسطيني ورمزيتها وقدسيتها، كما تناول العديد من العناصر المستخدمة في الحياة الشعبية الفلسطينية كالمحراث.
كما سيطر اللون الأخضر على معظم اللوحات فهو من وجهة نظره لون الحياة والعطاء والاستمرارية وهذا يتضح من لوحة "الشهيد" المحمول على الأكف الذي لم يكفن بالأبيض بل بالأخضر وحوله مجموعة من أشجار الصبار والزيتون.
ومن وجهة نظر انعيم فقد وفق الفنان في استخدام الألوان على مسطحات منحوتاته استخداما تعبيريا خدمت الشكل والمضمون وهي مأخوذة من القرية الفلسطينية الغنية بالألوان المتنوعة بدءا بالأرض وانتهاء بالثوب المزخرف الذي يرمز لقرية الفنان "الدوايمة" غرب الخليل.
المصدر : الجزيرة