التعليم عن بعد يحل أزمة نقص الإمكانات

الجلسة الافتتاحية لمؤتمر التعليم عن بعد وفي المنتصف يسري الجمل وزير التعليم المصري
 وزير التعليم المصري يسري الجمل (وسط) في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر (الجزيرة نت)

 بدر محمد بدر-القاهرة

 
على مدى يومين ناقش مؤتمر "التعليم عن بعد" الذي عقد بالقاهرة تحت رعاية الجامعة العربية، نحو 130 بحثا أكاديميا وميدانيا، في عشر جلسات علمية شارك فيها نخبة من العلماء والخبراء والباحثين، من أكثر من عشرين دولة عربية وأجنبية.
 
وناقش المؤتمر محاور رئيسية منها المكتبات الرقمية، والمحتوى الإلكتروني، وحقوق الملكية الفكرية، والبنية المعلوماتية، ودور المعلم والموجه، والإدارة الإلكترونية.
 
وأشار رئيس المؤتمر ورئيس جمعية التنمية التكنولوجية والبشرية محمد العزب في الجلسة الافتتاحية إلى أن المؤتمر هو السابع لقضية تبنتها الجمعية وهي التعليم عن بعد عبر الإنترنت لبناء مجتمع تنمية المعرفة.
 
وأكد العزب أن تجربة التعليم عن بعد في الوطن العربي تحل الكثير من المشكلات ومنها نقص الإمكانيات وكثرة الطلاب بالفصول وقلة عدد المدرسين، وهو أداة لنهضة الدول النامية والمناطق الفقيرة، لأنها تتطلب إمكانات بسيطة، وقد طبقتها الهند فنهضت وارتقت بمستوى المعيشة.

 محمد العزب رئيس المؤتمر
 محمد العزب رئيس المؤتمر
 
وعن مدى انتشار التعليم عن بعد بالوطن العربي قال العزب للجزيرة نت "إن المتوفر الآن إحصاءات جزافية وليست رسمية، وعامة تأتي مصر بالمقدمة تليها الأردن فالإمارات، وهي دول تسير بخطى جيدة، ثم تأتي تونس والسعودية ولبنان، ثم باقي الدول العربية.
 
مخاوف
من ناحيتها ترى عضوة الهيئة التنظيمية للمؤتمر والمشرفة على مشروع التعليم الإلكتروني بجامعة القاهرة سامية العزب في حديثها للجزيرة نت أنه لا زالت هناك مقاومة لمشروع التعليم عن بعد من بعض أساتذة التعليم، لاعتقادهم أن التعليم الإلكتروني بديل للتعليم العادي وهذا غير صحيح، لأنه تعليم مكمل ومواز، خاصة في الكليات العملية.
 
وناقش رئيس جامعة النيل الدولية طارق خليل ضرورة خلق ثقافة البحث والتعلم المستمر التي نفتقدها بالوطن العربي، خاصة لدى الخريجين الذين هم بحاجة لمهارات الإبداع والعمل الجماعي لبناء اقتصاد الوطن، وأكد على ضرورة الاستعانة بعلمائنا العرب بالخارج لبناء المعرفة والثروة لأوطانهم الأم.

تأهيل

وتحذر الأستاذة بجامعة المنوفية نبيلة السيد في بحثها عن "تأثير أساليب المعاملة الوالدية داخل البيت على الإنجاز الدراسي لدى الطلاب بمدارس حكومية بقرى المنوفية" الذي استغرق عاما ونصف وشمل ثلاثمائة طفل، من تطبيق مشروع التعليم عن بعد في هذه المناطق الريفية الفقيرة، إلا بعد تأهيل الطلاب وأسرهم ومدارسهم ومعلميهم نفسيا واجتماعيا وسلوكيا، وإلا ستذهب جهود هذه المشروعات سدى بلا فائدة.
نبيلة السيد تدعو لتهيئة الظروف أولا
نبيلة السيد تدعو لتهيئة الظروف أولا
 
ويشير الأستاذ الجامعي العماني عمان سالم بن عبد الله الناعبي  في بحثه حول "مدى جاهزية كليات العلوم لتطبيق التعليم الإلكتروني "لتوفر البنى التحتية، ولكن بعض الأساتذة يتخوفون من التعامل إلكترونيا" ويؤكد أن التعليم عن بعد أصبح ضرورة حتمية خاصة للمناطق النائية والفقيرة حيث يوفر عبء بناء مدارس وانتقالات السفر.
 
تجربة
أما الأستاذ بجامعة اليرموك الأردنية محمد الملاح فقد ناقش في بحثه تجربته في تعليم الموسيقى عبر الإنترنت بنفس الفاعلية والكفاءة والفهم، وأكد أن العلوم التي يتم  تدريسها إلكترونيا لا بد أن تشمل العلوم الطبيعية والإنسانية وأشار إلى أن الدول العربية تسير بالطريق السليم، رغم وجود متشددين في بعض الأنظمة لا يريدون اعتماد نظام التعليم عن بعد.
 
ويلفت النظر موجه الاجتماع بدولة الكويت عادل الشراح  في حديثه للجزيرة نت إلى أن قضية التعليم عن بعد تحتاج إلى أفعال وتطبيق وليس إلى أقوال فقط، ويشير إلى أن الكويت شاركت بوفد من 18 متخصصا لحضور المؤتمر، إيمانا منها بالموضوع، وهي لا تدخر جهدا لتطوير التعليم بالكويت.
المصدر : الجزيرة