أنصار اللغة العربية يوسّعون جبهاتهم في المغرب

صور لحضور نخبة من المثقفات بمدينة القنيطرة لتأسيس مكتب الجمعية بالقنيطرة

من شدة حماسة النساء المثقفات تكوّن مكتب القنيطرة من خمس منهن مقابل رجلين (الجزيرة نت)


الحسن السرات-الرباط
 
دفعت الأوضاع المتدهورة التي تشهدها اللغة العربية في المغرب إلى تأسيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية في مارس/آذار 2007 وانطلقت لتوسيع وجودها بالجهات الأربع للبلاد، ثم دشن المدونون المغاربة حملة للدفاع عن لغة الضاد، في حين سيشهد العام الحالي عدة ندوات ومؤتمرات عنها.
 
وأثناء حفل تأسيس فرع الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية بالقنيطرة، ألقى أستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط محمد وقيدي محاضرة تحت عنوان "من أجل اللغة العربية وبها".
 
وشدد المحاضر على ضرورة بناء إستراتيجية مزدوجة للنهوض باللغة العربية، مؤكدا أنها ليست في حاجة إلى دفاع عنها, "فمن ينتقدها أو يتهجم عليها فإنما ينتقد ويتهجم على المسلمين أجمعين وليس على العرب فقط".
 
موسى الشامي مع محمد وقيدي في فرع الجمعية المغربية لحماية العربية بالقنيطرة (الجزيرة نت)
موسى الشامي مع محمد وقيدي في فرع الجمعية المغربية لحماية العربية بالقنيطرة (الجزيرة نت)

العربية -في نظر وقيدي- بحاجة إلى مراكمة إنتاج وفير في مجالات العلوم والفكر والإبداع، وشيوع الترجمة منها وإليها، وتأليف قواميس حديثة متخصصة في جميع العلوم وتوحيد المصطلحات الجديدة، وتقوية لغة الضاد في أفريقيا وآسيا، وهما قارتان في حاجة ماسة للعربية.

 
واستنكر المحاضر تقاعس السفارات المغربية وملاحقها الثقافية بالخارج عن خدمة اللغة العربية، مقابل النشاط المكثف للسفارات والمراكز الثقافية الأجنبية بالبلدان العربية.
 
وروى العضو المؤسس في الجمعية سعيد كتان للحاضرين قصته مع اللغة العربية أثناء مراحل تعليمه، فهو خريج مدارس عربية أصيلة في المغرب، ولما اختار متابعة دراسة الكيمياء بفرنسا واجه عقبة اللغة الأجنبية، فتجاوزها بسهولة وقفز بسرعة إلى المراتب الأولى.
 
وأضاف كتان -وهو اليوم أستاذ جامعي بالمدرسة الوطنية للدراسات المعدنية- أن العربية واسعة جدا ولم تجد في ماضيها أي صعوبة في استيعاب المصطلحات الفيزيائية والكيميائية ولو كانت أعجمية، فكيف تعجز اليوم عن ذلك.
 
وحضر حفل التأسيس نخبة من المثقفات من المؤسسات التربوية والثقافية بمدينة القنيطرة واللواتي عبرن عن غيرتهن على لغة لا يقدرها أبناؤنا وإخواننا اليوم حق قدرها، على حد تعبير الكاتبة المتخصصة في الرواية خديجة الزيغيغي.
 
ومن شدة حماسة النساء المثقفات تكوّن مكتب القنيطرة من خمس نساء في مقابل رجلين هما الرئيس عبد الحمدي الحيمر مفتش اللغة العربية بأكاديمية التربية والتكوين بالقنيطرة وأستاذ اللغة العربية وعضو اتحاد كتاب المغرب مصطفى الكليتي.
 
سعيد كتان عضو المكتب المركزي للجمعية وأستاذ بالمدرسة العليا للدراسات المعدنية (الجزيرة نت)
سعيد كتان عضو المكتب المركزي للجمعية وأستاذ بالمدرسة العليا للدراسات المعدنية (الجزيرة نت)

عضوات فرع القنيطرة هن خديدجة الزيغيغي ونفسية محسن وثريا الخليفي ونعيمة بويغرومني. ولم تخف الشاعرة خدوج الساكت فرحتها بصعود النساء إلى المكتب، فقالت "بهذه الطريقة يعتدل الميزان إذ إن جميع أعضاء المكتب المركزي رجال وأنا الوحيدة بينهم".

 
وأسست الجمعية فرعا أول لها بمدينة وجدة برئاسة الخبير في اللغة العربية رشيد بلحبيب، وتستعد الجمعية لتأسيس فرعين آخرين بكل من الرباط والجديدة قبل عيد تأسيسها الأول يوم 17 مارس/آذار المقبل.
 
وبمدينة فيكيك بأقصى شرق المغرب ستنظم "جمعية فيكيك" مطلع أبريل/نيسان المقبل ندوة أخرى عن اللغة العربية بمشاركة الإيسيسكو وجمعيات ومؤسسات مغربية وغير مغربية.
 
ثم إن مركز الدرسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بمدينة وجدة سينظم ندوة دولية في موضوع "اللغة العربية والتنمية البشرية: المجالات والرهانات" من 15 حتى 17 أبريل/نيسان 2008، حسب بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه. وستشارك في الندوة منظمات علمية مهتمة من المغرب وخارجه.
المصدر : الجزيرة