رثاء للسينما المصرية بمهرجان الإسماعيلية

السينما المصرية


قدمت ندوة عن تأريخ للسينما المصرية بمهرجان الإسماعيلية الدولي الحادي عشر للأفلام التسجيلية ما يشبه الرثاء لما آلت إليه هذه السينما في السنوات الأخيرة من توجهات تجارية.

والمهرجان الذي تعلن جوائزه مساء الأحد في حفل الختام خصص يومه الأخير لندوة عنوانها "إشكالية التأريخ للسينما المصرية وسؤال الهوية".

وقال رئيس المهرجان الناقد السينمائي علي أبو شادي إن جدلا ثار في الأشهر الأخيرة حول مئوية السينما المصرية، مضيفا أن الندوة تهدف إلى بحث الأسس الموضوعية لتأريخ هذه السينما.

لكن الناقد المغربي مصطفى المسناوي تساءل عن الهدف من التأريخ للسينما المصرية، وعما إذا كان يتعلق بالماضي أم بما تطرحه العولمة وشروط السوق بعد أن شكلت هذه السينما للمواطن العربي حلما مصريا لم تكن مجرد نقل للواقع المصري وإنما تشكيلا لوجدان مشترك للوطن العربي كله.

وأضاف أن قضية الهوية لا تناقش بعيدا عن تساؤلات الحاضر، فلا يتعلق الأمر بسينما مصرية وإنما بسينما تهم وطنا عربيا بأكمله، ووصف ما آلت إليه هذه السينما بأنه مأساوي.

وشدد على أنه لم يعد يجد شيئا من تلك المعاني التي عايشها في الأغنية والأدب والأفلام القديمة في الأغنية المصرية الحديثة أو ما ينتج من أفلام يعتبرها تجارية.

واحتفلت السينما المصرية عام 1996 بمئوية السينما حيث قدم في مقهى بمدينة الإسكندرية الساحلية أول عرض سينمائي تشهده مصر في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 1896 ولم يشهده مصريون.

وعقدت بالقاهرة والإسكندرية هذا العام ندوات للاحتفال بمئوية السينما المصرية استنادا إلى تصوير أول فيلم بمصر عام 1907.

لكن المخرج المصري سيد سعيد أشار إلى أن الباحث المصري محمود علي اكتشف أن جريدة مصورة عنوانها "شوارع الإسكندرية" صورت بمصر عام 1905 بواسطة فرنسي يدعى لاغرين.

واقترح سعيد تشكيل لجنة قومية يشارك فيها مؤرخون لإعادة تصحيح وتدقيق تاريخ السينما المصرية بدلا من آراء فردية تعتمد على وثائق لا تكفي وحدها للتأريخ ويجب أن تخضع للقراءة في ضوء وثائق أخرى.

عروض المهرجان
وعرضت في مهرجان الإسماعيلية على مدى سبعة أيام أفلام من 41 دولة منها عشر دول عربية هي الجزائر ومصر وتونس وسوريا ولبنان وفلسطين والبحرين والأردن والسعودية والمغرب.

وتتنافس الأفلام في أقسام تشمل الفيلم الروائي القصير والتسجيلي الطويل والتسجيلي القصير والرسوم المتحركة والأفلام التجريبية، ويمنح المهرجان جوائز قيمتها 60 ألف جنيه مصري ( نحو 10600 دولار) في مقدمتها الجائزة الكبرى وقدرها عشرة آلاف جنيه مصري لمخرج أفضل فيلم في المسابقات الرسمية كما تمنح جائزة قدرها ستة آلاف جنيه لمخرج أفضل فيلم في كل مسابقة.

ويقام المهرجان سنويا بمدينة الإسماعيلية الواقعة على قناة السويس على بعد حوالي 130 كيلومترا شرقي القاهرة.

المصدر : رويترز