خبراء يناقشون مستقبل الصحافة بين تأثيرات تقنية وسياسية

الجلسة الثانية تناولت مستقبل الصحافة المستقلة في مصر واشتباكها مع النظام.

عمرو مجدي-القاهرة

ما هو مستقبل الصحافة المكتوبة لا سيما المطبوعة منها؟ وما طبيعة التطور الذي أنتجته التقنيات الحديثة خاصة الإنترنت على جمهورها؟ ثم ما مدى تأثر استقلاليتها ورواجها بالأجواء السياسية؟

تلك الأسئلة وغيرها كانت حاضرة للنقاش بالقاهرة أمس بين حشد من الإعلاميين المصريين والغربيين في المؤتمر السنوي الذي يعقده برنامج تطوير الإعلام التابع للمعونة الأميركية.


الإنترنت والمطبوعة
هل يتسبب الإنترنت في اندثار الصحف الورقية؟ أو على الأقل تغير أسلوبها؟ هذا ما حاول رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم محمد عهدي فضلي الإجابة عليه، وقال إن الصحفيين بمصر لم يهتموا في البداية بالاستفادة الكاملة من الإمكانات التي يتيحها الحاسوب والتقنيات الحديثة.

لكنه أشار إلى أن دراسات تنبأت باختفاء الصحافة الورقية خلال 40 عاماً لأسباب أهمها، منافسة وسائل الإعلام الأخرى، وارتفاع نفقات الطباعة.

وبالمقابل استعرض أبحاثاً تحدثت عن تزايد معدلات توزيع الصحف عالميا بنسبة 2% في 2006، وفي المؤتمر العالمي للصحف بكيب تاون أشارت دراسات إلى ارتفاع عدد قراء الصحف اليومية إلى 1.4 بليون شخص في العالم، واستحواذ الصحف الورقية على أكبر نسبة من عائدات الإعلام بنسبة 42%.

أما الخبير التقني بشركة ميكروسوفت كايلاش كالياني فأشار إلى إحصاءات تدل على نمو مجتمع المعلومات المصري بسرعة كبيرة ليبلغ مستخدمي الإنترنت 6.6 ملايين في 2007، بدلا من مليون في 2001، وبلغ عدد مستخدمي خطوط الهواتف المحمولة 23.5 مليونا.

أسامة الغزالي (الجزيرة نت)
أسامة الغزالي (الجزيرة نت)

المستقلة والحكومية
وعن مدى رواج الصحافة المستقلة في مصر وتأثرها بالمزاج السياسي، تحدث رئيس لجنة التدريب بالمجلس الأعلى للصحافة ويس جريس عن الصحف المستقلة، وقال إن الصحف الحكومية التي تصدر بعد الثورة كانت تحمل نفس العناوين، لكن عندما أنشأ الرئيس المصري السابق أنور السادات المنابر عادت الصحف الحزبية للوجود، وبدأت تنشر أموراً لم يعتدها المصريون، وأضاف "ارتبك المجتمع، وزادت وطأة الارتباك في الفترة الأخيرة، بسبب مانشتيات غريبة".

بينما شدد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية أسامة الغزالي على أن استقلال الصحافة هو جزء أساسي من النظام السياسي، وأكد للجزيرة نت أن الصحافة المستقلة أنقذت سمعة الصحافة المصرية رغم كل ما يمكن أن يقال من أخطاء، وأضاف "كلما كانت الصحافة مستقلة اقتربت من المعنى المهني الحقيقي للصحافة".

من جانبه رأى رئيس تحرير صحيفة البديل المستقلة محمد السيد سعيد أن الصحافة المستقلة لا تزال تتطور في مرحلة معذبة بسبب استمرار التلاعب السياسي والتشريعي".

ورأى أن مستقبلها معرض لثلاثة احتمالات، هي إعادة هيكلة جذرية لأسلوب الصحافة والإعلام "وهو ما نصبو إليه"، أو وقوع نكسة مؤقتة في تطورها، أو استمرار التعايش المؤقت بين الأنماط والمدارس في حقل الصحافة، بما لا يؤكد انتصار الصحافة المستقلة.

مجدي الجلاد (الجزيرة نت)
مجدي الجلاد (الجزيرة نت)

أما رئيس تحرير صحيفة المصري اليوم المستقلة الذائعة الصيت مجدي الجلاد فاعتبر أن الصحافة المستقلة تقع في مشكلة خطيرة جدا حينما تخلط الخبر بالرأي.

وشدد على وجود "أزمة كبيرة بسبب عدم الاتفاق على معايير مهنية محددة تفرق بين الخطأ والصواب".

واتفق الجميع في الهجوم على الصحف القومية، مطالبين بخصخصتها أو إيجاد حلول لها بما يجعلها منبرا لجميع أطياف الشعب كما يحدده القانون.

يذكر أن المؤتمر شهد أيضا جلسة حول فرص وتحديات العولمة وتأثيرها على صناعة الإعلام.

المصدر : الجزيرة